أكدت حركة حماس، فجر اليوم الخميس، أنها سلَّمت قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، وذلك ضمن المعايير المتفق عليها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية ورعاية أمريكية.

وقالت الحركة، في بيانٍ رسمي نشرته عبر وسائل إعلامها:“في انتظار الاتفاق النهائي على الأسماء، تمهيدًا لإعلانها لشعبنا عبر مكتب إعلام الأسرى، فور اكتمال الإجراءات والتفاهمات ذات الصلة”.
وأشار البيان إلى أن عملية إعداد وتسليم القوائم تمت وفق الترتيبات التي جرى الاتفاق عليها بين الأطراف المعنية، مؤكدًا أن الحركة ملتزمة بتنفيذ بنود الاتفاق بما يضمن تحقيق الإفراج المتبادل العادل وفق القواعد الإنسانية والوطنية المتفق عليها.
اقرأ أيضًا
خطة سلام ترامب ترى النور.. توقيع المرحلة الأولى بين إسرائيل وحماس
التزام فلسطيني بالاتفاق وحرص على الشفافية
وأوضح بيان حماس أن الحركة تعمل بتنسيق مع الجهات الراعية للاتفاق لضمان تنفيذ العملية وفق الأطر الزمنية المحددة، وأنها ستعلن لاحقًا التفاصيل الكاملة للرأي العام الفلسطيني فور الانتهاء من المشاورات النهائية حول القوائم.
وأضاف البيان:“نؤكد أن الأولوية القصوى هي لأسرانا الأبطال الذين قضوا سنوات طويلة خلف القضبان، ونسعى إلى أن تكون هذه الخطوة بدايةً لإنهاء معاناة جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال”.
وشددت الحركة على أن هذه المرحلة تمثل اختبارًا حقيقيًا للالتزام الإسرائيلي ببنود الاتفاق، داعية الوسطاء إلى ضمان التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى من التفاهمات، بما في ذلك البنود الإنسانية والإغاثية المتفق عليها لقطاع غزة.

ترامب: الاتفاق بين إسرائيل وحماس “تاريخي وغير مسبوق”
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع كلٍ من إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة السلام التي ترعاها الإدارة الأمريكية، معتبرًا هذه الخطوة “تاريخية وغير مسبوقة” في مسار الصراع الطويل بين الجانبين.
وقال ترامب، في منشور على حسابه الرسمي بمنصة “تروث سوشيال”:“فخور جدًا بالإعلان عن أن إسرائيل وحماس وقَّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا”.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن الاتفاق يتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين قريبًا جدًا، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط متفق عليه، كخطوات أولى نحو تحقيق سلام قوي ودائم وأبدي في المنطقة.
وساطة إقليمية ومتابعة دولية
وأشار ترامب إلى أن الاتفاق جاء نتيجة جهود وساطة مكثفة من مصر وقطر وتركيا، التي تعاونت بشكل مباشر مع واشنطن لإنجاح المحادثات، مؤكدًا أن هذه الدول لعبت دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر وتهيئة الظروف لتوقيع المرحلة الأولى.
وقال الرئيس الأمريكي في ختام بيانه:“طوبى لصانعي السلام”،موقّعًا منشوره باسمه ومنصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
أمل جديد في إنهاء الحرب وإطلاق مرحلة سلام دائم
ويرى مراقبون أن تسليم حماس لقوائم الأسرى خطوة عملية تُظهر التزامها بالمسار السياسي والإنساني للاتفاق، وتمهّد لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وتهيئة الأجواء لمرحلة إعادة إعمار غزة.
وتأتي هذه التطورات وسط ترحيب دولي متزايد بالاتفاق، ودعوات متكررة من قادة العالم إلى ضرورة استثماره لفتح أفق جديد نحو سلام شامل ومستدام في الشرق الأوسط، بعد سنوات من المواجهات المتكررة والمعاناة الإنسانية في القطاع.