أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اعتراف نادر، بأن إسرائيل تواجه عزلة دولية متزايدة على خلفية حربها المستمرة في غزة، مشيرًا إلى أن هذه العزلة قد تمتد لسنوات طويلة، ما يفرض على بلاده إعادة التفكير في سياستها الاقتصادية والعسكرية.

الاكتفاء الذاتي خيار إجباري
خلال كلمته في مؤتمر لوزارة المالية، قال نتنياهو إن إسرائيل “ليس لديها خيار سوى الوقوف بمفردها”، مؤكداً أن الاقتصاد الإسرائيلي سيتجه نحو الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على التجارة الخارجية.
اقرا أيضًا
ترامب: إسرائيل لن تهاجم قطر مجددًا.. وواشنطن لم تعلم بالضربة مسبقًا
وأضاف أن مصطلح “الاكتفاء الذاتي”، الذي طالما رفضه، بات ضرورة لا مفر منها بفعل الظروف الدولية، رغم أنه هو من قاد “ثورة السوق الحرة” في إسرائيل خلال العقود الماضية.
أزمة السلاح وتحديات الصناعات الدفاعية
تطرق نتنياهو إلى أن أبرز القطاعات المتضررة من هذه العزلة هو قطاع تجارة الأسلحة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستضطر إلى تطوير صناعاتها الدفاعية محليًا، وقال: “سنكون بمثابة أثينا وإسبرطة العظمى معًا”، مؤكداً أنه لا مفر أمام بلاده سوى بناء صناعة سلاح مستقلة لمواجهة القيود الدولية.
اتهامات بالإبادة وحظر تسليحي متصاعد
جاءت تصريحات نتنياهو وسط اتهامات متكررة من منظمات دولية ودول عدة لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، اتهامات تنفيها تل أبيب بشدة.
وبحسب تقرير لشبكة “سي إن إن”، تواجه إسرائيل حظرًا جزئيًا أو كليًا على توريد الأسلحة من عدة دول أوروبية، بينها فرنسا، هولندا، إسبانيا، إيطاليا، والمملكة المتحدة، بينما تظل الولايات المتحدة المورد الأساسي دون قيود، بل إنها حذّرت حلفاءها من اتخاذ خطوات مماثلة.
انتقادات داخلية لاذعة
أثارت تصريحات نتنياهو موجة انتقادات داخلية، إذ وصف زعيم المعارضة يائير لابيد ما قاله رئيس الوزراء بأنه “جنون”، معتبرًا أن العزلة الدولية ليست “قدراً محتوماً بل نتيجة سياسات خاطئة”.
أما غادي آيزنكوت، رئيس الأركان السابق والمرشح المحتمل للانتخابات، فشدد على أن “لن تكون هناك فرصة ثانية لإصلاح الأضرار التي تسبب فيها نتنياهو وشركاؤه الذين تخلوا عن المحتجزين وعزلوا إسرائيل عن العالم”.