شهدت اجتماعات الرياض التي عقدت اليوم الأحد 12 يناير 2025 مناقشات هامة بشأن مستقبل سوريا وسبل دعمها نحو الاستقرار، حيث اجتمع وزراء خارجية وممثلو عدة دول عربية وغربية في العاصمة السعودية الرياض، لبحث سبل دعم الشعب السوري والتأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وشدد البيان الختامي المشترك الذي صدر عن الاجتماع على ضرورة إعادة البناء ودعم الاستقرار.
البيان الختامي لـ اجتماعات الرياض
وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الاجتماع، انعقدت هذه القمة بدعوة من وزير خارجية المملكة العربية السعودية، سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، كجزء من الجهود الدولية المستمرة منذ اجتماع العقبة في ديسمبر 2024، وحضر الاجتماع ممثلون من 17 دولة، إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، ونستعرض لكم فيما يلي ملخص نقاط البيان الختامي والتي جاءت كالتالي:

دعم الشعب السوري وإعادة البناء
بحث المجتمعون الخطوات اللازمة لدعم الشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة، مشددين على ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم الإنساني والاقتصادي لإعادة بناء سوريا كدولة موحدة ومستقلة وآمنة. وأكد البيان أهمية القضاء على الإرهاب وضمان احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشيرًا إلى أن عملية الانتقال السياسي يجب أن تكون شاملة وتمثل كافة مكونات المجتمع السوري.
قضايا سياسية وإنسانية
تناول الاجتماع أيضًا التحديات السياسية والإنسانية التي تواجه سوريا، مع التأكيد على أهمية الحوار لتجاوز العقبات وضمان حقوق جميع السوريين. ودعا الوزراء إلى رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، مؤكدين أن استمرارها يعوق جهود التنمية وإعادة البناء. كما أثنى البيان على قرار الولايات المتحدة بإصدار الترخيص العام 24، والذي يسهل تقديم الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات.
موقف حازم تجاه التوغل الإسرائيلي
أعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء التوغل الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة مع سوريا، لاسيما في منطقة جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة. ونددوا بهذا التوغل باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي واتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مطالبين بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من الأراضي السورية المحتلة.

إشادة بالخطوات السورية الإيجابية
في سياق آخر، أشاد المشاركون بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك الحفاظ على مؤسسات الدولة، والالتزام بمكافحة الإرهاب، وبدء حوار سياسي يضم كافة الأطراف السورية. وأكدوا أن هذه الجهود تعزز استقرار سوريا وتساعد على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين.
اقرأ أيضًا:
الإمارات تعيد فتح سفارتها في لبنان.. ومحمد بن زايد يؤكد: ندعم كل ما يضمن أمن واستقرار بيروت
وزير الخارجية السعودي يؤكد أهمية رفع العقوبات عن سوريا
أكد وزير خارجية السعودية، سمو الأمير فيصل بن فرحان، على أهمية تنسيق الجهود الدولية لدعم سوريا، مشددًا على أن المملكة ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتقديم المساعدة الإنسانية والاقتصادية اللازمة، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري في التنمية والاستقرار.
كما شدد على ضرورة رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، وقال الأمير فيصل خلال مؤتمر صحفي في الرياض: “الاجتماعات التي عقدت اليوم بمشاركة أسعد الشيباني وزير الخارجية السوري تأكيدًا منا على أن مناقشة الوضع السوري تتم بمشاركة السوريين أنفسهم.”
وأضاف الأمير فيصل: “رحب المشاركون بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة في الحفاظ على مؤسسات الدولة، وفتح قنوات الحوار مع الأطراف السورية المختلفة، فضلاً عن التزامها بمكافحة الإرهاب وبدء عملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب السوري.”
وتابع قائلاً: “يجب معالجة التحديات والقلق الناتج عن الوضع في سوريا من خلال الحوار وتقديم الدعم والمشورة للأشقاء في سوريا بما يحترم استقلالها وسيادتها.” وأكد أن “مستقبل سوريا هو أمر يخص السوريين وحدهم.”
وفي نفس السياق، أوضح وزير الخارجية السعودي أهمية مواصلة تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي لسوريا، مع التركيز على بناء قدرات الدولة السورية وتحقيق الاستقرار، بالإضافة إلى إعادة الإعمار وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين.
كما شدد على أهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا، محذرًا من أن استمرار هذه العقوبات سيؤثر سلبًا على طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية وإعادة البناء.
وقد أظهرت اجتماعات الرياض التزامًا دوليًا وإقليميًا بدعم سوريا في هذه المرحلة الحساسة، مع التأكيد على أن مستقبل سوريا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم. وتبقى الجهود المشتركة محورية في ضمان استقرار المنطقة وإعادة بناء سوريا على أسس قوية ومستدامة.