شهدت إسرائيل، الأحد، اتساع دائرة الاحتجاجات الشعبية مع انضمام شخصيات سياسية بارزة، بينها وزير الدفاع السابق يوآف غالانت وزعيم المعارضة يائير لابيد، إلى المظاهرات التي قادتها عائلات الرهائن في تل أبيب. وطالب المحتجون بضرورة التوصل إلى صفقة تبادل تنهي معاناة المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، إلى جانب الدعوات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر.
لابيد: التضامن يضعف حماس
في كلمة أمام آلاف المتظاهرين في ما يُعرف بـ”ساحة الرهائن”، ردّ زعيم المعارضة يائير لابيد على انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتهم المتظاهرين بدعم حماس.

وقال لابيد: “أكثر ما يُضعف حماس هو رؤيتنا معًا، وتضامننا، وقوة الضمانة المتبادلة في إسرائيل”.
وأضاف أن “معارضة الحكومة لعائلات المختطفين والمتظاهرين تُعزز حماس بشكل كبير”، داعيًا إلى تغليب المصلحة الإنسانية على الاعتبارات السياسية.
غالانت يدعم عائلات الرهائن
إلى جانب لابيد، ظهر وزير الدفاع السابق يوآف غالانت في الصفوف الأولى للمظاهرة، مؤكدًا دعمه للمطلب الرئيسي المتمثل في إنهاء القتال مقابل الإفراج عن الأسرى.
وقال غالانت: “لا يمكننا تجاهل صرخات العائلات. الوقت ينفد، ويجب أن نجد حلاً يعيد أبناءنا”.

إضراب عام وقطع طرق رئيسية في إسرائيل
توسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل إضرابًا عامًا امتد إلى قطاعات متعددة، مع إغلاق طرق رئيسية بينها الطريق السريع الرابط بين القدس وتل أبيب.
ورفع المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية وصور الرهائن، بينما دوّت أصوات الأبواق والصفارات في مسيرات جابت المدن. وقالت عنات أنجريست، والدة أحد الرهائن:
“اليوم يتوقف كل شيء لنتذكر القيمة الأسمى: قدسية الحياة”.
كما أبدت الممثلة الإسرائيلية جال جادوت تضامنها بحضورها التجمع ولقائها مع عائلات المختطفين.
الشرطة تعتقل 38 متظاهراً
أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 38 متظاهراً بحلول ظهر الأحد، بعد اندلاع اشتباكات مع محتجين أغلقوا الطرقات.
وتوقفت المظاهرات لفترة وجيزة عندما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس عقب إطلاق صاروخ من اليمن، قبل أن يتم اعتراضه.

نتنياهو يهاجم الدعوات لإنهاء الحرب
في المقابل، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأصوات المطالبة بوقف الحرب، وقال خلال اجتماع حكومته:
“إن من يدعون إلى إنهاء الحرب دون هزيمة حماس، لا يشددون فقط موقف الحركة ويؤخرون إطلاق سراح رهائننا، بل يفتحون الباب أمام تكرار مأساة السابع من أكتوبر”.
وأكد نتنياهو أن حكومته مصممة على السيطرة على مدينة غزة، رغم تحذيرات من أن هذا القرار قد يعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر.
مأزق الرهائن وضغوط دولية
تُقدّر إسرائيل أن نحو 50 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة على الأقل. وقال منتدى عائلات الرهائن:
“الوقت ينفد لمن يواجهون معاناة شديدة وأيضًا للذين سقطوا وقد يختفون بين أنقاض غزة”.
وكانت المفاوضات في يوليو قد انهارت بسبب تمسك حماس بوقف الحرب قبل أي صفقة، بينما تعهّد نتنياهو بعدم السماح للحركة بالبقاء في الحكم.
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج، بما في ذلك من حلفاء أوروبيين، بسبب خططها لتوسيع العمليات العسكرية في غزة.
اقرأ أيضًا:
ترامب يتحدث عن “تقدم كبير” بعد قمة ألاسكا مع بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا
كلفة الحرب الإنسانية
وفق وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الحرب عن أكثر من 61 ألف قتيل فلسطيني منذ اندلاعها، بينهم 29 شخصًا على الأقل قُتلوا يوم السبت فقط.
أما في إسرائيل، فتشير الأرقام الرسمية إلى مقتل نحو 1200 شخص في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى أكثر من 400 جندي سقطوا خلال العمليات العسكرية في غزة.
تتجه إسرائيل نحو مأزق سياسي وأمني مع استمرار الحرب في غزة وتفاقم أزمة الرهائن. وبينما يصر نتنياهو على الخيار العسكري، يتزايد الضغط الشعبي والدولي للبحث عن تسوية تعيد الأسرى وتخفف من الكلفة الإنسانية الباهظة على الجانبين.