حث وزراء خارجية مجموعة الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) إلى جانب الاتحاد الأوروبي، على ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي عاجل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي واحتواء الأزمة النووية الإيرانية بعد التصعيد الأخير مع إسرائيل، وذلك في بيان مشترك صدر عقب محادثات دامت ثلاث ساعات مع نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.
وجاءت هذه الدعوة في ظل تصاعد التوتر الإقليمي واستمرار المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل لليوم الثامن على التوالي، ما زاد من المخاوف الدولية بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

دعوات أوروبية للحوار واحتواء الأزمة النووية الإيرانية
وقال البيان الأوروبي: “نحث على إيجاد حل تفاوضي لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي أو امتلاكه أبدا”، وأكد الوزراء على مخاوفهم المستمرة من التوسع الملحوظ في البرنامج النووي الإيراني، واعتبروه يفتقر لأي غرض مدني موثوق، مشددين على أهمية استئناف المحادثات.
كما أبدى الوزراء الأوروبيون دعمهم للجهود الدبلوماسية الأميركية الجارية، مؤكدين على استعدادهم لعقد لقاءات جديدة خلال الفترة المقبلة، شريطة التزام جميع الأطراف بتجنب أي خطوات تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
اقرأ أيضًا:
زيادة وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل.. هجمات متبادلة وخسائر بشرية منذ الصباح
تصريحات رسمية تؤكد الانفتاح على الحوار
من جهتها، قالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن “المحادثات مع إيران يجب أن تبقى مفتوحة”، مشيرة إلى ضرورة إبقاء قنوات الاتصال الدبلوماسي فعالة.
وأكد جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، أن بلاده تتوقع من إيران إظهار قدر أكبر من الانفتاح تجاه الحوار، بما يشمل التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة.
وأضاف: “نعتقد أن هذه المبادرة الدبلوماسية يجب أن تمهد الطريق للمفاوضات المستقبلية”.
وفي السياق ذاته، شدد وزير الخارجية الألماني على وجود “استعداد جوهري” لدى طهران لمواصلة المحادثات بشأن برنامجها النووي، معتبراً أن مشاركة أميركية فعالة ضرورية لتحقيق نتائج ملموسة.
أما ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، فأكد حرص بلاده على الاستمرار في دعم الحوار مع إيران، قائلاً: “نحن حريصون على مواصلة المناقشات الجارية بعد محادثات جنيف، ونحث إيران على مواصلة مناقشاتها مع أميركا”.
الموقف الإيراني: الانفتاح مرهون بوقف “العدوان”
من جانبه، أبدى عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، انفتاح بلاده على استئناف المسار الدبلوماسي، لكنه ربط ذلك بـ”توقف العدوان الإسرائيلي” على الأراضي الإيرانية.
وقال عراقجي في تصريحات للصحفيين بعد المحادثات: “نؤيد مواصلة المباحثات مع مجموعة الدول الثلاث والاتحاد الأوروبي، ومستعدون للنظر في العودة إلى المسار الدبلوماسي ما أن يتوقف العدوان”.
خلفية التوتر بين إيران وإسرائيل
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل، والذي شهد ضربات متبادلة استهدفت منشآت عسكرية ونووية، ما أثار قلقاً واسعاً من انهيار الجهود الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية، وتعطيل مساعي إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وتسعى الدول الأوروبية ومعها واشنطن إلى منع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية، في حين تؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي، وترى في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تهديداً مباشراً لأمنها وسيادتها.