استكمالا لما قد بدأناه سويا فى التبحر فى تاريخ امن المعلومات والعمل المخابراتى وبعد ان سافرنا للشرق واستعرضنا بعض من تقنيات الامبراطورية الصينية ولبيان الصورة كامله نترك الشرق و نستعرض معكم احد الامبراطوريات الكبري من الغرب هذه المرة .. الامبراطورية الرومانية:
اعتمد الرومان علي شبكات تجسس تُعرف باسم ”Speculatores”،
وهي وحدات عسكرية متخصصة في جمع المعلومات. و كان ان الرومان يستخدمون التجار والمسافرين والدبلوماسيين كجواسيس لجمع معلومات عن الأعداء كما استخدموا الرسائل المشفرة والإشارات الدخانية لنقل المعلومات في بعض الأحيان، كان يتم إرسال جواسيس متنكرين في هيئة جنود أو مدنيين من مناطق العدو.

يوليوس قيصر كان أحد أعظم القادة العسكريين في روما القديمة،
وقد لعب التجسس دورًا كبيرًا في نجاحاته العسكرية والسياسية. كان قيصر معروفًا باستخدامه للرسائل المشفرة، والتي عُرفت لاحقًا باسم ”شيفرة قيصر”.
أثناء حرب الغال (58-50 قبل الميلاد)، كان قيصر يواجه تحديًا كبيرًا في التواصل مع قواته المنتشرة في مناطق واسعة. كان عليه إرسال أوامر واستقبال تقارير دون أن يعترضها العدو. لتحقيق ذلك، استخدم نظامًا بسيطًا ولكنه فعال لتشفير الرسائل، حيث كان يتم استبدال كل حرف في الرسالة بحرف آخر يبعد عنه بثلاثة أحرف في الأبجدية. على سبيل المثال، الحرف “A” يُستبدل بـ “D”، و”B” يُستبدل بـ “E”، وهكذا.

بفضل هذا النظام، تمكن قيصر من إرسال أوامر سرية إلى قادته دون أن يفهمها العدو حتى إذا اعترضها. هذا التكتيك ساعده في الحفاظ على سرية تحركاته وتنسيق هجماته بشكل فعال.
وهنا هو استخدم استراتيجيات امن و حماية المعلومات فقد قام بالتشفير فمنع العدو من فهم الرسائل حتى إذا تم اعتراضها كما ان هذا التشفير سمح له بالتواصل مع قواته بسرعة وسريه و اعطى له تفوق ساعده في تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة.
كان التجسس في العصور القديمة فنًا يعتمد على الذكاء والدهاء، وآليات المعلومات فى زمانهم وقد ساهم في تشكيل مصائر الإمبراطوريات.
وهذه كانت بدايه علم التشفير الذي يستخدم الان فى كل برامج المحادثات .
سنظل نبحر فى علم امن المعلومات لنوضح جانب لا يتطرق اليه احد لكنه فى غايه الاهميه لفهم امن المعلومات بشكل اكثر عمق ..
ولنا فى هذا المضمار .. موعدا آخر ..