شهدت ولاية تكساس الأمريكية كارثة طبيعية مفجعة، حيث ارتفع عدد ضحايا السيول العارمة التي اجتاحت مناطق وسط الولاية إلى 43 قتيلاً، وفقاً لما أعلنه قائد شرطة مقاطعة كير، لاري ليثا، خلال مؤتمر صحفي رسمي.

وقال ليثا إن “فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال عدد من الجثث الإضافية خلال الساعات الماضية”، موضحاً أن الحصيلة المأساوية تشمل 18 بالغاً و14 طفلاً، في حين لا تزال عمليات البحث جارية عن عدد من المفقودين، معظمهم من الفتيات المشاركات في مخيم صيفي للفتيات كان مقاماً بالقرب من أحد الأنهار.
سيول سريعة ومباغتة تجتاح ولاية تكساس
ووفقاً لتقارير فرق الطوارئ، فقد ارتفع منسوب المياه بشكل مفاجئ وخطير، حيث بلغ ارتفاعها نحو 8 أمتار في غضون 45 دقيقة فقط، وذلك في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة. هذا التدفق السريع والغير مسبوق للمياه أدى إلى جرف عدد كبير من المنازل والمركبات، إضافة إلى تدمير البنية التحتية في بعض المناطق الريفية والضواحي.
اقرأ أيضًا
استعراض مسلح يربك بيروت والحكومة اللبنانية تتحرك
وقد وصفت السلطات المحلية هذه سيول ولاية تكساس بأنها من أعنف الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولاية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بالنظر إلى عدد الأطفال ضمن الضحايا والمفقودين، مما يزيد من وطأة المأساة على الأسر والمجتمع.
عمليات بحث وإنقاذ مستمرة في ظل أحوال جوية قاسية
لا تزال فرق الإنقاذ والطوارئ، مدعومة بعناصر من الحرس الوطني والمتطوعين، تواصل جهودها المضنية في تمشيط ضفاف الأنهار والغابات المغمورة بالمياه.
وأشارت السلطات إلى أن عمليات البحث تجري في ظروف غاية في الصعوبة، نظراً لتشابك الأشجار وكثافة الطين والصخور المتحركة، ما يعيق حركة الفرق ويزيد من خطر التعرض للإصابات.
كما تم نشر قوارب الإنقاذ والمروحيات في المناطق الأكثر تضرراً، في محاولة لتحديد مواقع المفقودين المحتملين وإنقاذ العالقين الذين لا يزالون محاصرين في بعض المناطق المنخفضة.
التحذيرات الجوية مستمرة والخطر لم ينتهِ بعد
ورغم انحسار المياه جزئياً في بعض المناطق، إلا أن السلطات الأمريكية لم ترفع بعد حالة التأهب، إذ لا تزال الأمطار الغزيرة تتساقط على المجتمعات الواقعة خارج مدينة سان أنطونيو، ما يزيد من احتمالية حدوث فيضانات مفاجئة إضافية خلال الساعات القادمة.
وأكدت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن تحذيرات الطقس ما زالت سارية في عدد من المقاطعات، مع إصدار تعليمات عاجلة للسكان بتجنب مناطق الأنهار، وعدم محاولة القيادة في الشوارع المغمورة.
دعوات للدعم والمساعدة
من جهتها، دعت حكومة الولاية إلى دعم فوري من الحكومة الفيدرالية، وطالبت بموارد إضافية للمساعدة في عمليات البحث والإغاثة، إضافة إلى توفير مأوى للعائلات التي فقدت منازلها.
كما ناشدت الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية المساهمة في توفير مساعدات غذائية وطبية، ودعم الأطفال المتضررين من هذه الكارثة الإنسانية.
تواجه ولاية تكساس لحظة عصيبة في ظل هذه الكارثة الطبيعية التي طالت عشرات العائلات، وحصدت أرواح الأبرياء، خصوصاً من الأطفال. وبينما يستمر هطول المطر ويزداد منسوب الأنهار، تبقى السلامة العامة والتضامن المجتمعي هما خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المأساة.