انطلقت، اليوم الجمعة، جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، والمعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”، في مدينة إسطنبول التركية، في أول لقاء مباشر منذ التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل.
وأكد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن بلاده تأمل أن تمثل هذه المحادثات فرصة لتعديل مواقف الدول الأوروبية تجاه البرنامج النووي الإيراني، معتبرًا أن الاجتماع سيكون بمثابة اختبار لمدى واقعية الأوروبيين في التعامل مع الملف النووي. جاءت تصريحاته وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
طهران: لا أحد يستطيع وقف تقدمنا النووي
في موازاة ذلك، شدد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، على أن إيران مصمّمة على مواصلة برنامجها النووي السلمي، مؤكدًا أن “أي دولة في العالم لا تستطيع وقف التقدم الإيراني في هذا المجال”، في إشارة واضحة إلى رفض طهران الرضوخ للضغوط الدولية.
هجوم إسرائيلي غير مسبوق على مواقع إيرانية
تأتي هذه المحادثات في أعقاب الهجوم الواسع الذي نفذته إسرائيل في يونيو الماضي، على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، وهو ما أسفر عن تصعيد كبير في المنطقة، وأدى إلى تعليق إيران لتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع يوليو.
ويعد هذا اللقاء في إسطنبول الأول من نوعه بين الجانبين منذ ذلك التصعيد، في وقت يحاول فيه الوسطاء إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.
اقرأ أيضًا
محادثات سورية إسرائيلية بوساطة أمريكية في باريس لتهدئة الأوضاع في الجنوب السوري
تحذيرات أوروبية وتهديد بتفعيل العقوبات
من جهتها، تطالب الترويكا الأوروبية إيران بـاستئناف تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشدد على ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي قبل أكتوبر المقبل، ملوّحة باستخدام آلية “سناب باك”، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية تلقائيًا في حال خرق الاتفاق.
وبينما تعتبر الدول الأوروبية تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة تتجاوز 60% بمثابة “تجاوز خط أحمر”، تواصل طهران التأكيد أن برنامجها النووي سلمي ومدني الطابع، وأن نسبة التخصيب المرتفعة تأتي في إطار “الحقوق السيادية”، وترفض أي تدخل خارجي في سياساتها النووية.
إيران: تفعيل العقوبات غير قانوني والاتفاق ما زال قائمًا
من جانبها، ترى إيران أن تهديد الدول الأوروبية بإعادة فرض العقوبات خطوة غير قانونية وغير مبررة، خصوصًا أن الولايات المتحدة هي الطرف الذي انسحب من الاتفاق عام 2018، وتعتبر طهران أن لها الحق الكامل في تخصيب اليورانيوم بموجب بنود الاتفاق الأصلي، الذي ما يزال قائمًا من وجهة نظرها.
بينما تستمر الخلافات حول النسب المسموح بها لتخصيب اليورانيوم وآليات الرقابة الدولية، تشكل هذه الجولة من المحادثات فرصة نادرة لكسر الجمود بين الجانبين، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الأطراف على تجاوز الخلافات التقنية والسياسية، والوصول إلى صيغة توافقية تُجنّب المنطقة المزيد من التوتر والانفجار.