في وقتٍ تتزايد فيه ضغوط الحياة اليومية ويتسارع فيه إيقاع العصر، بات القلق المزمن واحدًا من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه اضطراب نفسي بحت، لكنه في الواقع يمتد بتأثيراته العميقة إلى الجسد، لا سيما صحة القلب.
القلق: أكثر من مجرد حالة نفسية
يعرف القلق المزمن طبيًا بـاضطراب القلق العام (GAD)، وهو حالة تستمر فيها مشاعر التوتر والخوف لفترة طويلة، دون وجود مسبب واضح دائم. وعلى عكس نوبات القلق العابر، يؤثر هذا النوع بشكل مستمر في حياة المريض اليومية، ويترك بصمته على الأعضاء الحيوية.
القلب.. الضحية الصامتة للقلق
تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى وجود صلة وثيقة بين القلق المزمن وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. فحين يستمر الجسم في حالة “الاستنفار” التي يسببها – بما في ذلك تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم – فإن القلب يتحمل ضغطًا متواصلًا، ما قد يؤدي إلى:
-
اضطرابات في نظم القلب.
-
ارتفاع ضغط الدم بشكل مستمر.
-
ضعف في عضلة القلب على المدى الطويل.
-
زيادة احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية أو السكتات الدماغية.
علامات لا يجب تجاهلها
قد تكون أعراض القلق المزمن خفية أو تُفسَّر خطأً على أنها مجرد “إرهاق”، وتشمل:
-
خفقان مستمر أو متكرر.
-
آلام في الصدر غير مرتبطة بمجهود.
-
توتر عضلي دائم.
-
صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المفاجئ.
-
شعور عام بالخوف دون سبب واضح.
متى يصبح خطرًا على حياتك؟
بحسب أطباء القلب والطب النفسي، فإن استمرار أعراضه لمدة تزيد على 6 أشهر، وترافقها مع أعراض جسدية كألم الصدر أو ضيق التنفس، تستوجب تدخلاً طبياً فوريًا. كما يجب على مرضى القلب الانتباه لمستوى التوتر النفسي لديهم كجزء من الخطة العلاجية.
الوقاية والسيطرة
الخبر الجيد أن السيطرة على القلق ممكنة، حتى في المراحل المتقدمة، وتشمل طرق الوقاية والتقليل من تأثيراته على القلب:
-
ممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل.
-
الحفاظ على نمط نوم منتظم.
-
تقليل استهلاك الكافيين والمنبهات.
-
ممارسة الرياضة بشكل منتظم، حتى المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.
-
التحدث مع اختصاصي نفسي في حال استمرار الأعراض.
-
في بعض الحالات، قد يُنصح باستخدام أدوية مضادة تحت إشراف طبي.
في عالم يعج بالضغوط، لا ينبغي الاستهانة بالقلق المزمن أو النظر إليه كحالة نفسية “عابرة”. فالقلب، رغم صلابته الظاهرية، يتأثر بهدوء وببطء، ليكون ضحية صامتة لاضطراب لم يُؤخذ على محمل الجد. والانتباه المبكر وطلب الدعم المتخصص هو الخطوة الأولى لحماية الصحة الجسدية والنفسية معًا.
تابع يضًا…دراسة: تناول 113 غرامًا من البيض أسبوعيًا يقلل الإصابة بالزهايمر بنسبة 40%