لطالما كان قطاع غزة محورًا لمقترحات التهجير، سواء كجزء من سياسات إسرائيلية أو خطط دولية لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي للقطاع. تعود هذه المقترحات إلى عقود ماضية، لكنها تكررت في فترات الأزمات الكبرى، خصوصًا خلال الحروب والنزاعات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
اقتراحات تهجير الفلسطينيين من غزة
خطة موشيه شاريت (1956)
اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق موشيه شاريت عام 1956 تهجير سكان غزة إلى دول عربية أخرى، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبعض الدول العربية، وذلك بهدف تقليل أعداد اللاجئين الفلسطينيين. إلا أن الخطة لم تُنفذ بسبب الرفض العربي والدولي.

مقترح أرئيل شارون (1971)
خلال توليه قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، عمل أرئيل شارون على تفكيك بنية المقاومة في غزة، وطرح فكرة تهجير السكان إلى سيناء، لكن الخطة لم تحظَ بقبول سياسي واسع في ذلك الوقت.
خطة الجنرال يغال ألون (1970s)
اقترح الجنرال الإسرائيلي يغال ألون تهجير سكان غزة إلى الضفة الغربية أو الأردن، بهدف تقليل الكثافة السكانية في القطاع، إلا أن هذا الطرح لم يُنفذ أيضًا بسبب المتغيرات السياسية.

مقترحات خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993)
خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، برزت دعوات إسرائيلية غير رسمية لنقل سكان غزة إلى الخارج، لكن أي خطة بهذا الاتجاه كانت تصطدم بالرفض الدولي والقانوني، إضافة إلى صمود الفلسطينيين في أرضهم.
وثيقة دوف فايسغلاس (2004)
كان دوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، من أبرز من تحدثوا عن إمكانية نقل الفلسطينيين إلى مناطق أخرى، لكن ذلك لم يتحول إلى سياسة رسمية، بل تم تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.

ادعاءات لمقترح مصري – 2014
خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، ظهرت تقارير حول مقترح مصري بفتح مناطق في سيناء لاستيعاب الفلسطينيين بشكل مؤقت، إلا أن مصر نفت رسمياً أي نية للتوطين، وأكدت تمسكها برفض التهجير القسري.
مقترحات خلال حرب 2023 على غزة
مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عام 2023، طرحت تقارير إسرائيلية ودولية مقترحات تهدف إلى إجلاء السكان إلى سيناء أو نقلهم لدول أخرى، مثل كندا أو دول أوروبية. ولعل أبرزهم اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
قوبلت هذه المقترحات برفض فلسطيني ودولي واسع، حيث أكدت الأمم المتحدة والدول العربية أن أي تهجير قسري يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي.
ردود الفعل والنتائج
الفلسطينيون: رفضوا جميع المقترحات باعتبارها تطهيرًا عرقيًا ومحاولة لطمس الهوية الفلسطينية.
الدول العربية: رفضت مصر والأردن ودول أخرى أي مخططات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن الحل يتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
المجتمع الدولي: رغم وجود بعض الدول التي دعمت توطين اللاجئين، فإن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي شددا على ضرورة عدم المساس بحق الفلسطينيين في البقاء في أرضهم.
ورغم تعدد مقترحات التهجير عبر التاريخ، فإنها لم تتحول إلى واقع ملموس، بسبب الرفض الفلسطيني، والمعارضة الدولية، والاعتبارات السياسية والأمنية. ومع استمرار الصراع، يظل قطاع غزة أحد أكثر المناطق حساسية، حيث يواجه سكانه تحديات إنسانية كبرى دون حل نهائي في الأفق.