لاشك أن اكتئاب الشتاء حالة نفسية تؤثر على العديد من الأشخاص مع حلول فصل الشتاء، نتيجة لتغيرات الطقس وقصر ساعات النهار، حيث يشعر الكثيرون بالحزن والكسل والانعزال خلال هذا الموسم. فتصبح السماء مليئة بالغيوم والبرودة القارسة عوامل تساهم في تراجع المزاج والطاقة.
قلة التعرض لأشعة الشمس
في فصل الشتاء، تتراجع ساعات الضوء الطبيعي، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين “د” في الجسم، وهذا الفيتامين يلعب دورًا هامًا في تنظيم المزاج، وبالتالي فإن نقصه قد يساهم في ظهور الأعراض الاكتئابية.
التغيرات في الساعة البيولوجية
مع تقلبات الطقس وقصر الأيام، يتأثر الإيقاع اليومي الطبيعي للجسم. قلة الضوء الطبيعي قد تؤدي إلى تعطيل الساعة البيولوجية، ما يعزز شعور التعب والكسل.
التحديات الاجتماعية والاقتصادية
في فصل الشتاء، قد يجد البعض صعوبة في الخروج من المنزل بسبب الطقس البارد، مما يقلل من الأنشطة الاجتماعية التي قد ترفع المعنويات. كما أن العطلات والإنفاق الزائد قد يؤديان إلى زيادة الضغط النفسي والمالي.
التغيرات في نمط الحياة
في الشتاء، قد يميل الأشخاص إلى التقليل من نشاطاتهم البدنية بسبب الطقس البارد، ما يساهم في الشعور بالكسل وانخفاض مستويات الطاقة، وهذا التراجع في النشاط البدني يمكن أن يعزز من مشاعر الكآبة والقلق.
التاريخ العائلي للإصابة بالاكتئاب
إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات المزاج، فإن الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باكتئاب الشتاء، فالوراثة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد قابلية الشخص لتطوير هذا الاضطراب في حالات معينة.
التغيرات الكيميائية في الدماغ
التغيرات في مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، يمكن أن تلعب دورًا في ظهور أعراض الاكتئاب في الشتاء، قد تنخفض مستويات السيروتونين بسبب قلة التعرض للضوء، مما يؤدي إلى مشاعر الحزن والانعزال.
علاج اكتئاب الشتاء
إذا كنت تعاني من اكتئاب الشتاء فهناك طرق عديدة للتخلص من هذا النوع من الاكتئاب، فيمكن اتباع الطرق التالية:
التعرض للضوء
أحد أكثر العلاجات فعالية لاكتئاب الشتاء هو العلاج بالضوء، وفي هذا العلاج يتعرض الشخص لضوء ساطع (يماثل ضوء النهار) لفترة زمنية محددة يومياً، ويساعد هذا الضوء على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وزيادة مستويات السيروتونين، وهو المادة الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على المزاج. عادة ما يتضمن العلاج بالضوء استخدام جهاز خاص يتم تشغيله في الصباح لمدة 20-30 دقيقة.
إقرأ أيضًا:
مع بداية العام الجديد.. 7 خطوات لتحقيق أهدافك وتنظيم وقتك
زيادة النشاط البدني
ممارسة الرياضة بانتظام تساهم بشكل كبير في تحسين المزاج والتقليل من أعراض الاكتئاب، حتى المشي اليومي أو تمارين الاسترخاء مثل اليوجا تساعد على زيادة مستويات الطاقة والتخلص من التوتر، فالرياضة تحفز إفراز الإندورفين، وهي مواد كيميائية في الدماغ تساعد على تحسين المزاج والشعور بالراحة.
الفيتامينات والمكملات الغذائية
نظرًا لأن نقص فيتامين “د” يمكن أن يكون أحد الأسباب المحتملة لاكتئاب الشتاء، فإن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين “د” قد يساعد في تحسين الحالة النفسية. يمكن للأطباء أيضًا التوصية بمكملات أخرى مثل أحماض أوميجا-3 الدهنية التي تدعم صحة الدماغ والمزاج.
الاهتمام بنظام النوم
من المهم أن يحافظ الشخص على نمط نوم منتظم ومريح، فالنوم الجيد يعزز من الصحة النفسية والجسدية، ويقلل من مشاعر القلق والاكتئاب.
ويمكن تحسين جودة النوم من خلال تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وخلق بيئة هادئة ومظلمة، وتنظيم وقت النوم واليقظة.
التغذية السليمة
اتباع نظام غذائي متوازن يعد خطوة مهمة في إدارة أعراض اكتئاب الشتاء، فينبغي تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميجا-3 (مثل الأسماك الدهنية)، يمكن أن يساعد في تحسين المزاج. كما يُنصح بتقليل تناول السكريات والكافيين التي قد تؤثر سلبًا على المزاج والطاقة.
الأنشطة الاجتماعية
البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير كبير في تقليل مشاعر العزلة والاكتئاب، وقد تساعد الأنشطة الاجتماعية البسيطة مثل تناول الطعام مع الأصدقاء أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية على رفع المعنويات، حتى اللقاءات عبر الإنترنت يمكن أن تساعد في تقوية الروابط الاجتماعية وتخفيف الشعور بالوحدة.