شهدت مدن أوروبية كبرى تظاهرات حاشدة السبت دعماً للفلسطينيين ومطالبة بإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة والإفراج عن ناشطين كانوا على متن أسطول مساعدات دولي اعترضته قوات إسرائيلية أثناء إبحاره نحو السواحل.
خرج المتظاهرون في شوارع روما ومدريد وبرشلونة ودول أوروبية أخرى مرددين شعارات تطالب بوقف القصف ورفع الحصار، كما شهدت مدن إضافية تجمعات أصغر حجماً تضامناً مع القضية.
في مواجهة دعوات حكومية بعدم التظاهر احتراماً لمشاعر الجاليات اليهودية عقب هجوم دموي استهدف كنيساً في مانشستر، خرجت أيضاً تظاهرات محدودة في مدن مثل لندن ودبلن، فيما عبر مشاركون عن وقوفهم إلى جانب المدنيين المتضررين في غزة ورفضهم للعنف المتواصل.
روما تصبح مسرحاً لاحتجاج ضخم وتوترات مع الأجهزة الأمنية
تجمّع في العاصمة الإيطالية نحو مئات الآلاف من المحتجين وفق منظمي التظاهرة، بينما قدّرت الشرطة العدد بعشرات الآلاف، وساروا في وسط المدينة مرددين شعارات مناهضة للعنف ومطالبة بوضع حد للعمليات في غزة.
وازدادت الفعاليات مساءً توتراً بعد اندلاع مناوشات بين مجموعات من المحتجين وعناصر الأمن حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بعد تعرضها للرشق بزجاجات ومفرقعات.
أعلنت السلطات عن اعتقالات في صفوف المتظاهرين إثر الاشتباكات، فيما استمرت المظاهرات في العديد من المدن الإيطالية التي تشهد تحركاً شعبياً متكرراً منذ اعتراض أسطول المساعدات.
تظاهرات واسعة في إسبانيا وتضامن شعبي في برشلونة ومدريد
خرج في مدريد عشرات الآلاف للمشاركة في مسيرة دعم لغزة، وأفاد منظمو التظاهرة بتجمّع أعداد كبيرة رفعت شعارات تطالب بوقف العنف ووقف تجارة السلاح. وشارك في برشلونة عشرات الآلاف أيضاً في مسيرة تضامنية حملت لافتات تطالب بإنهاء «الإبادة» ووقف تصدير الأسلحة.
بعض المتظاهرين أعربوا عن شعورهم بالمسؤولية تجاه الذين يعانون فعلياً، مؤكدين أن التضامن الشعبي يهدف لتسليط الضوء على المعاناة ودفع الحكومات إلى اتخاذ إجراءات. وأوردت عواصم إسبانية أن عدداً من مواطنيها ضمن المحتجزين من ناشطي الأسطول الذي اعترض أثناء توجهه نحو غزة.
احتجاجات في لندن ودبلن وفرنسا مع دعوات للضغط السياسي
شهدت لندن تجمعاً محدوداً في ساحة ترافالغار تضامناً مع منظمات مناصرة للقضية الفلسطينية رغم تحذيرات رسمية وصوتت مجموعات للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين.
وفي دبلن شارك آلاف المحتجين في وقفة أمام البرلمان لإحياء ذكرى مرور عامين على اندلاع الحرب في غزة ولفت الانتباه إلى الأوضاع الإنسانية.
في باريس نظّم المتظاهرون مسيرات ومواكب داعمة لأسطول المساعدات وداعية إلى ممارسة ضغوط على السلطات الفرنسية من أجل فرض عقوبات تهدف لرفع الحصار عن غزة. شهدت التجمعات الفرنسية هتافات مؤيدة للقطاع ومطالبة بتدخل سياسي قوي لرفع المعاناة الإنسانية.
اعتقالات وتحذيرات رسمية وتصاعد خطابات الدعم للأسطول
أعلنت سلطات بريطانية عن اعتقالات واسعة تتعلق بدعم منظمات محظورة، فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني الجمهور إلى الامتناع عن التظاهر اعتباراً من يوم الحداد بعد الهجوم على كنيس في مانشستر، معتبراً أن الوقت ليس للتصعيد.
وقد أدت هذه الدعوات إلى تباينات في الحضور بين المدن.
في عدد من العواصم دعت قيادات مناصرة للأسطول إلى مواصلة المبادرات البحرية وأكدت استعدادها لبعث أساطيل جديدة في سبيل إيصال المساعدات والضغط من أجل رفع الحصار، فيما عبر مشاركون عن العزم على الاستمرار حتى تحقيق أهدافهم.
سياق دولي وسياسي: دعوات للمفاوضات بشأن الرهائن
في خضم الاحتجاجات والدعوات الدولية، أعلنت جهة فلسطينية استعدادها للدخول فوراً في مفاوضات تهدف إلى تحرير رهائن اختطفوا في 7 أكتوبر 2023 وذلك وفق مقترح دولي طرحته إدارة أمريكية، ما أطلق نقاشات وتوقعات حول إمكانية فتح قنوات تفاوضية متزامنة مع الضغوط الشعبية والدبلوماسية.
اقرأ ايضًا…مفاوضات شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس.. صفقة الأسرى وخطة ترامب تحت المجهر