في ظل تطورات متسارعة تشهدها المنطقة، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم الأحد، استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وجماعة الحوثيين، محذرًا من التداعيات الإنسانية والسياسية الخطيرة المترتبة على اتساع رقعة المواجهات.

دعوة أممية إلى التهدئة
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، في بيان رسمي، إن جوتيريش طالب جميع الأطراف المعنية بضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي خطوات من شأنها زيادة حدة التوتر.
اقرأ أيضًا
زيلينسكي: أوكرانيا تتسلّم منظومة “باتريوت” من إسرائيل وتنتظر اثنتين إضافيتين
وأكد أن المجتمع الدولي يتابع بقلق شديد تطورات الوضع، لاسيما مع تزايد الهجمات المتبادلة وما ينجم عنها من خسائر في الأرواح وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
القلق من تفاقم الوضع الإقليمي
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على خطورة الانزلاق نحو مزيد من العنف في منطقة تعاني بالفعل من أزمات متشابكة، مشيرًا إلى أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تداعيات أوسع تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين. وذكّر جوتيريش جميع الأطراف بالتزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين في أوقات النزاع، مؤكدًا أن القانون الدولي يفرض واجب ضمان سلامة السكان بعيدًا عن أي أعمال عدائية مباشرة.
خلفية التصعيد الأخير
تعود الشرارة الأحدث لهذا التصعيد إلى 24 سبتمبر الجاري، حين شن الحوثيون هجومًا بطائرة مسيّرة استهدف مدينة إيلات المحتلة، وأسفر – بحسب تقارير أولية – عن إصابة عشرين شخصًا بجراح متفاوتة. وفي اليوم التالي، ردت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على العاصمة اليمنية صنعاء، مما أدى، وفقًا لمصادر محلية، إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 150 آخرين.
المخاطر الإنسانية والضرورة الملحّة للحل السياسي
أثار هذا التصعيد مخاوف متزايدة من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، حيث يعاني المدنيون أصلًا من سنوات طويلة من الحرب، كما أثار المخاوف من انتقال التوتر إلى ساحات إقليمية أوسع. وأكد جوتيريش أن الحل الوحيد القابل للاستمرار يتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات والسعي لإيجاد تسوية سياسية شاملة تجنّب المنطقة المزيد من الدماء والمعاناة.
بهذا الموقف، يجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى ضبط النفس، مبرزًا أن اللحظة الراهنة تستلزم حكمة ومسؤولية كبرى من الأطراف كافة، لتفادي انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف جديدة تهدد الأمن الدولي بأسره.