حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من “كارثة إنسانية لا يمكن تداركها” تهدد حياة مئات الأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، مع اقتراب نفاد إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل الحاضنات والمرافق الطبية، في وقت يتواصل فيه تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع تحت الحصار والهجمات الإسرائيلية.
ودعا صندوق الأمم المتحدة في بيان صدر الخميس السلطات الإسرائيلية إلى السماح الفوري والعاجل بإدخال الوقود إلى غزة، محذّرًا من أن أي تأخير قد يؤدي إلى “وفاة عدد كبير من الأطفال والمرضى”.
التحذيرات تتصاعد من كارثة غذائية
من جهته، شدد برنامج الأغذية العالمي التابع لـ”الأمم المتحدة” على أن زيادة ضخمة في حجم المساعدات الإنسانية باتت ضرورية لاستقرار الأوضاع في القطاع، مؤكدًا أن المخاوف من حدوث مجاعة لا تزال مرتفعة، رغم الجهود المبذولة لإيصال الغذاء.
في السياق ذاته، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بإجراء تحقيقات عاجلة في حوادث مقتل وإصابة مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، مشددة على أن توزيع الغذاء يجب أن يكون آمنًا وكريمًا ومتاحًا للجميع.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل توزيع مساعدات محدودة عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي مبادرة مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بدأت منذ 27 مايو الماضي، خارج إطار الأمم المتحدة.
وتواجه هذه الآلية انتقادات واسعة، حيث يتهمها سكان محليون ومنظمات حقوقية بتحوّلها إلى “مصائد موت”، بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي للمواطنين المتجمهرين عند نقاط توزيع المساعدات.
وفي هذا السياق، حذرت وزارة الداخلية في غزة المواطنين من التعامل مع المؤسسة أو وكلائها، معتبرة أنها تحولت إلى أدوات “إذلال وانتهاك ممنهج للكرامة”، وفق تعبيرها.
منظمة العفو الدولية: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب
منظمة العفو الدولية قالت في تقرير لها إن إسرائيل تستخدم تجويع المدنيين كسلاح حرب في قطاع غزة، ووصفت آلية توزيع المساعدات بأنها “فخ قاتل”. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى وقف الدعم العسكري لإسرائيل، وفرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين، والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المزعومة.

ألبانيزي: “ليست حربًا بل إبادة”
من جانبها، قالت المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، في تقرير قدمته أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن ما يجري في غزة هو “حملة إبادة وليست حربًا تقليدية”، محمّلة إسرائيل مسؤولية “واحدة من أكثر عمليات الإبادة وحشية في التاريخ الحديث”.
ودعت ألبانيزي إلى فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة لإسرائيل، وقطع العلاقات التجارية والمالية معها، مشيرة إلى أن شركات أسلحة عالمية زوّدت إسرائيل بـ35 ألف طن من المتفجرات، ألقيت على غزة، وهو ما يعادل ستة أضعاف القوة التدميرية لقنبلة هيروشيما النووية.
وأضافت: “نطلب من أكثر من ألف شركة حول العالم قطع علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل أو مواجهة المساءلة القانونية. لا يمكن الخروج من هذا الوضع دون التزام المجتمع الدولي بمعايير محكمة العدل الدولية”.
تابع ايضًا…الخزانة الأمريكية: تهريب نفط إيراني بمليارات الدولارات عبر العراق