حذّرت سبع وكالات تابعة لـ الأمم المتحدة، السبت، من أن نقص الوقود في قطاع غزة بلغ مستويات حرجة، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني المتدهور في القطاع الذي دمّرته الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

وقالت الوكالات الأممية، في بيان مشترك، إن «الوقود هو العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة في غزة»، مشيرةً إلى أن تشغيل المستشفيات وسيارات الإسعاف وأنظمة المياه والصرف الصحي والمخابز وجميع العمليات الإنسانية يعتمد بشكل كامل على توافر الوقود.

الأمم المتحدة: نقص الوقود تهديد مباشر للحياة اليومية في غزة 

وأكد البيان أن شح الوقود يهدد بشكل مباشر قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الضرورية للسكان الذين يعيشون بالفعل في ظروف كارثية. وأوضحت الوكالات أن «انعدام الوقود يعني توقف خدمات الصحة والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، إضافة إلى توقف المخابز والمطابخ المجتمعية، وهو ما يفاقم خطر المجاعة وانتشار الأمراض القاتلة».

وحذرت الوكالات من أن استمرار النقص قد يؤدي إلى «انهيار كامل لجهود الإغاثة الإنسانية في غزة»، مشيرة إلى أن «سكان القطاع، بعد نحو عامين من الحرب، يواجهون صعوبات قصوى، ولا سيما انعداما شبه تام للأمن الغذائي».

إدخال محدود للوقود لا يكفي

وجاء هذا التحذير الأممي بعد أيام قليلة على إدخال الأمم المتحدة شحنة وقود إلى القطاع لأول مرة منذ 130 يوماً، حيث تم إدخال 75 ألف لتر فقط. واعتبرت الوكالات هذه الخطوة «تطوراً مرحباً به»، لكنها أكدت أن الكمية لا تغطي سوى «جزء يسير مما هو مطلوب يومياً للحفاظ على الحياة اليومية وضمان استمرار المساعدات الحيوية».

وشدد البيان على أن «الوكالات الإنسانية وشركاء الأمم المتحدة لا يبالغون في توصيف خطورة الوضع»، داعياً إلى إدخال الوقود بشكل منتظم وبكميات كافية لضمان استمرار العمليات المنقذة للحياة.

خطر المجاعة وتفشي الأمراض

كما نبّهت الوكالات الأممية إلى أن انعدام الوقود سيؤدي إلى تراكم النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي في الشوارع، وهو ما يعرض السكان لتفشي الأمراض الفتاكة، ويزيد من معاناة الفئات الأكثر هشاشة في غزة.

واختتمت الوكالات بيانها بالتأكيد على أن الوقود لم يعد مجرد سلعة حيوية، بل شرط أساسي لضمان بقاء مئات الآلاف من السكان على قيد الحياة وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة.