أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، أن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بعد الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي تقدر بنحو 70 مليار دولار، في واحدة من أكبر عمليات إعادة الإعمار التي تواجهها الأمم المتحدة في العصر الحديث.

جاء ذلك على لسان ممثل البرنامج في فلسطين، جاكو سيليرز، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الثلاثاء، أكد فيه أن حجم الدمار في غزة “مروع وغير مسبوق”، مشيرًا إلى أن مشاهد الخراب التي خلفتها الحرب تُظهر حجم التحدي الهائل الذي ينتظر المجتمع الدولي في عملية إعادة البناء.
دمار واسع وحجم أنقاض ضخم
أوضح “سيليرز” أن فرق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تمكنت حتى الآن من إزالة نحو 81 ألف طن من الأنقاض، أي ما يعادل نحو 3100 شاحنة محملة بالركام، في حين تُقدر الكمية الإجمالية للأنقاض في القطاع بنحو 55 مليون طن.
اقرأ أيضًا
زيلينسكي: الخطوات الأمريكية قد تنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا
وأشار إلى أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة العمرانية التي تعرضت لها غزة، والتي طالت البنية التحتية والمباني السكنية والمستشفيات والمدارس، فضلًا عن شبكات المياه والكهرباء.
تقديرات أممية ودولية مشتركة
وبيّن ممثل البرنامج الأممي أن التقييم السريع المؤقت للأضرار والاحتياجات، الذي أجرته الأمم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، خلص إلى أن التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار غزة تبلغ نحو 70 مليار دولار، لافتًا إلى أن نحو 20 مليار دولار مطلوبة خلال السنوات الثلاث المقبلة لتلبية الاحتياجات العاجلة، بما في ذلك إعادة بناء المساكن والبنية الأساسية الحيوية.
وأكد أن هذا التقدير يشمل الجهود الإنسانية والإغاثية قصيرة المدى، والمشروعات التنموية طويلة الأمد التي تضمن استعادة الحياة الطبيعية تدريجيًا داخل القطاع.
دعوة لاحترام وقف إطلاق النار
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة احترام وقف إطلاق النار في غزة لضمان استمرارية جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، قائلاً:“صمود الفلسطينيين في غزة لا يُصدق، وتصميمهم على إعادة بناء حياتهم هائل، لكن لا يمكن تحقيق التعافي والاستقرار إلا في ظل وقف دائم لإطلاق النار وضمان بيئة آمنة ومستقرة”.
وأضاف أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل بالشراكة مع مؤسسات فلسطينية ودولية لتنفيذ خطط التعافي التدريجي، تشمل إزالة الأنقاض، إعادة تأهيل البنية التحتية، وتوفير فرص عمل مؤقتة للمتضررين، مع التركيز على النساء والشباب.
التحديات أمام الإعمار
تواجه عملية إعادة الإعمار تحديات معقدة تتعلق بتمويل المشاريع، وتسهيل دخول المعدات والمواد الأساسية، إضافة إلى القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة البضائع والعمالة.
ويرى خبراء التنمية أن توفير التمويل اللازم يتطلب تنسيقًا دوليًا واسع النطاق، وربط عملية الإعمار بخطط سياسية واقتصادية تضمن استدامة التنمية ومنع تكرار المأساة.

غزة تنتظر الحياة من جديد
يختتم “سيليرز” حديثه بالتأكيد على أن غزة تقف اليوم أمام منعطف تاريخي، فإما أن يتحرك المجتمع الدولي بجدية لإعادة إعمارها وتمكين سكانها، أو أن تظل تحت أنقاض الحصار والدمار، مضيفًا:“العمل بدأ فعليًا، لكن الطريق طويل، ويحتاج إلى التزام سياسي ومالي من الجميع”.
