وجّهت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، مطالبة بالسماح بدخول كافة أشكال المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء جنوب سوريا.
وتعيش المحافظة أوضاعاً إنسانية وخدمية كارثية نتيجة التوترات الأمنية وأعمال العنف المسلح المستمرة منذ 13 يوليو (تموز) الحالي.
وأشارت الشبكة إلى أن قرار الشيخ حكمت الهجري، الذي رفض دخول الوفد الحكومي المرافق للقوافل الإنسانية، أدى إلى «عرقلة أو تأخير وصول كميات كبيرة من المساعدات الجاهزة»، بما فيها مستلزمات طبية وإسعافية بالغة الأهمية، بالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي وعدم استقرار الوضع الأمني في المنطقة.
نزوح عشرات الآلاف وانهيار البنية التحتية
شهدت السويداء خلال الأيام الماضية موجات نزوح جماعية قسرية، حيث فرّ عشرات الآلاف من المدنيين نتيجة الاشتباكات العنيفة. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أعداد النازحين تجاوزت 93 ألف شخص، بينما تتداول تقديرات محلية أرقاماً أعلى تصل إلى 128 ألف نازح من مدينة السويداء والريفين الشمالي والغربي.
وأعلنت الحكومة السورية عن إجلاء نحو 1500 مدني من السكان البدو المحاصرين، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، فيما تستمر عمليات البحث وانتشال جثث الضحايا من المناطق المتضررة.
انهيار قطاع الكهرباء وخسائر بشرية ومادية
أوضحت المؤسسة العامة للكهرباء أن الاشتباكات تسببت في انقطاع كامل للتيار الكهربائي، ما أدى إلى وفاة اثنين من عمال الصيانة. وأفاد ناشطون بأن منطقة العطل الرئيسية تقع في كناكر، وهي منطقة غير آمنة، ما منع فرق الصيانة من إصلاح الأعطال منذ أكثر من أسبوع. كما تكبدت شركة الكهرباء خسائر كبيرة، حيث قُتل 7 من موظفيها، وتعرض مبناها وآلياتها للنهب والتدمير.
تحذيرات من انهيار شامل للخدمات
حذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من «انهيار خطير في منظومة الخدمات الأساسية»، مع استمرار انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات لأكثر من 6 أيام متواصلة، إلى جانب ضعف شديد في خدمة الإنترنت، مما جعل السكان غير قادرين على التواصل أو طلب المساعدة.
كما توقفت معظم الأفران والمحلات التجارية عن العمل، وسط نقص حاد في مياه الشرب وحوادث نهب وتخريب طالت الأسواق الرئيسية، مما فاقم أزمة الأمن الغذائي.
القطاع الصحي على حافة الانهيار
خرج مستشفى السويداء الوطني عن الخدمة بالكامل، ونفدت الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما تكدست جثامين متحللة داخل المستشفى دون إمكانية التعامل معها. ووصفت الشبكة هذه الأوضاع بأنها «انتهاك صارخ للحق في الصحة والكرامة الإنسانية».
تعثر المساعدات الإنسانية وتفاقم المخاطر
على الرغم من المساعي الحكومية وجهود الوكالات الدولية، ما زالت عمليات الإغاثة تواجه عراقيل كبيرة بسبب استمرار الغارات الإسرائيلية وعدم استقرار الوضع الأمني. وأدى رفض دخول الوفد الحكومي المرافق للقوافل إلى تأخير وصول المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
وتعرضت فرق الهلال الأحمر العربي السوري لإطلاق نار مباشر على إحدى سيارات الإسعاف، كما تم استهداف متطوعين، وما زال مصير رئيس مركز الدفاع المدني السوري في السويداء مجهولاً بعد انقطاع الاتصال به.
تابع ايضًا…التقرير النهائي حول أحداث الساحل السوري.. تفاصيل الانتهاكات والضحايا والمتورطين