أعلنت منظمات أممية، وعلى رأسها الأونروا واليونيسف، عن تفشي الجوع وسوء التغذية إلى مستويات مميتة، وسط حصار خانق تفرضه إسرائيل منذ أشهر، وغياب أي أفق لوقف العمليات العسكرية أو تحسين الوضع الإنساني.

الأونروا: زملاؤنا يغمى عليهم من الجوع
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الثلاثاء، إن الأوضاع في قطاع غزة أصبحت مأساوية لدرجة أن موظفيها، بمن فيهم الطواقم الطبية، يغمى عليهم أثناء العمل بسبب الجوع والإرهاق الشديد.
اقرأ أيضًا
إيران تحذر من إعادة العقوبات وتندد بـ”عدوان إسرائيلي” على أراضيها
وأكد المفوض العام الأونروا، فيليب لازاريني، أن القطاع “تحوّل إلى جحيم على الأرض، ولا يوجد فيه أي مكان آمن”، مطالباً بـ”رفع الحصار فوراً والسماح بدخول الغذاء والدواء دون قيود”.
كما أشارت الوكالة إلى أن أكثر من 1,000 فلسطيني لقوا حتفهم منذ مايو الماضي جراء الجوع المباشر أو انتظاره الطويل.
اليونيسف: سوء التغذية بين الأطفال “كارثي”
من جانبها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن سوء التغذية المميت بين الأطفال في غزة بلغ “مستويات كارثية”، وأن الغذاء والمياه النظيفة شحيحتان بشكل غير مسبوق.
وقالت المنظمة، في بيان على منصة “إكس”، إن فرقها تشهد انتشارًا غير مسبوق للجوع، وإن إيصال المساعدات بات “مقيدًا بشدة ومحفوفًا بالمخاطر”.
وسجلت المستشفيات، بحسب وكالة “وفا”، وفاة طفلين اليوم بسبب الجوع، في مشهد يتكرر يوميًا وسط نقص حاد في التغذية والرعاية الصحية.
برنامج الأغذية العالمي: ثلث سكان غزة بلا طعام لأيام
أعلن برنامج الأغذية العالمي أن الوضع في غزة بلغ “مرحلة غير مسبوقة من التدهور”، مع حرمان ثلث السكان من الطعام لأيام متتالية، ووجود ما لا يقل عن 90 ألف امرأة وطفل يعانون من سوء تغذية حاد.
وأكد البرنامج الأممي أن أكثر من 800 شخص قتلوا أثناء انتظارهم للمساعدات منذ مايو الماضي، ما يسلط الضوء على حجم المأساة التي تتكشف يومًا بعد يوم.
أطباء بلا حدود: حالات سوء التغذية في غزة “الأعلى على الإطلاق”
وفي تحذير جديد، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن الفرق الطبية العاملة في القطاع تسجل يوميًا أعدادًا غير مسبوقة من حالات سوء التغذية، ووصفت الوضع بأنه “الأسوأ في تاريخ غزة”.
وأكدت أن انهيار النظام الصحي، ونفاد الأدوية والمحاليل، يجعل من الصعب علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد أو المترافق مع أمراض أخرى.
حصار خانق منذ مارس.. وإسرائيل تُقيّد دخول الشاحنات
تعود جذور الأزمة الحالية إلى 2 مارس 2025، حين فرضت إسرائيل حصارًا شاملًا على غزة بعد انهيار محادثات تمديد وقف إطلاق النار. ومنعت تل أبيب دخول السلع حتى أواخر مايو، حين سمحت بدخول شاحنات محدودة لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات.
ومع نفاد المخزون الذي تم تجميعه خلال فترة الهدنة، بات القطاع يواجه أسوأ أزمة إمدادات منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من 21 شهرًا.
أكثر من 1000 قتيل جوعًا و60 ألفًا منذ بدء الحرب
وفق مصادر طبية، ارتفع عدد ضحايا انتظار المساعدات الذين وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,021 قتيلاً، و6,511 مصابًا، في حين بلغت الحصيلة العامة للعدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 59,029 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، و142,135 مصابًا، مع استمرار وجود ضحايا تحت الأنقاض.