أطلقت الإمارات أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم، والتي تم تصميمها لتوفير الطاقة بشكل مستمر ومستقر على نطاق واسع، جاء ذلك وفقًا لما أعلنه الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي ورئيس مجلس إدارة شركة “مصدر”، في تصريحات له خلال فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة”.
نقلة نوعية في قطاع الطاقة المتجددة
وذكر الجابر أن هذه المنشأة تعد خطوة هامة ومبتكرة نحو تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة المتجددة، حيث تم إنشاؤها بالشراكة مع شركة مياه وكهرباء الإمارات، وهي تجمع بين خمسة غيغاوات من الطاقة الشمسية مع قدرة تخزين تصل إلى 19 جيجاوات/ساعة، مما يتيح إنتاج جيجاوات واحد من الطاقة النظيفة بشكل مستمر ودون انقطاع.

تحويل الطاقة المتجددة إلى مصدر أساسي
وصف الجابر هذا المشروع بأنه يمثل مرحلة مفصلية نحو تحويل الطاقة المتجددة إلى مصدر طاقة أساسي يعتمد عليه، موضحًا أن هذا التحول يعتبر أول خطوة كبيرة نحو المستقبل، وقد يشهد تطورًا قد يشكل قفزة عملاقة في السنوات القادمة. وأشار إلى أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في العالم، وهو يمثل نموذجًا مبتكرًا يمكن أن يتم تطبيقه في العديد من المناطق الأخرى حول العالم التي تسعى لتحقيق الاستدامة في مجال الطاقة.
وخلال حديثه، طرح الجابر تساؤلًا مهمًا حول كيفية توفير مصادر طاقة دائمة ومستدامة لعالم لا يتوقف عن العمل أو النمو، حيث قال: “كيف يمكننا تزويد عالم لا ينام أبداً بمصادر طاقة مستدامة يمكن الاعتماد عليها؟”.
وأوضح أن هذا المشروع هو بالفعل الإجابة المناسبة لهذا التحدي المتزايد.
كما أشار إلى أن هناك توجهًا عالميًا متسارعًا نحو استخدام التطبيقات التي تستهلك كميات ضخمة من الطاقة، مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة غير مسبوقة في الطلب على الطاقة. وأكد الجابر أن التوقعات تشير إلى أن الطلب على الطاقة قد يرتفع بنسبة تصل إلى 250% بحلول عام 2050، ليصل إلى 35 ألف جيغاوات، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى تنويع مصادر الطاقة.
التنوع في مصادر الطاقة
كما أكد الجابر على ضرورة اتخاذ خطوات استراتيجية لتحقيق هذا التنوع في مصادر الطاقة لمواكبة النمو المتسارع في الطلب، مشيرًا إلى أن العالم كان يواجه تحديًا كبيرًا في ما يتعلق باختيار مصادر الطاقة المناسبة لتحقيق التوازن بين تأمين إمدادات طاقة مستدامة وضمان الاستدامة البيئية. وقال الجابر إن الوقت قد حان لتغيير هذه السردية، حيث يجب أن يتم النظر إلى الطاقة والاستدامة على أنهما عنصران متكاملان، وليس متناقضين.
اقرأ أيضًا