أعلنت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، عن فرض غرامة مالية ضخمة تبلغ 2.95 مليار يورو (3.5 مليار دولار) على شركة جوجل الأمريكية، بعد اتهامها بانتهاك قواعد المنافسة العادلة في سوق تكنولوجيا الإعلانات الرقمية.

اتهامات بتشويه المنافسة
وبحسب ما نقلته شبكة سي إن بي سي، فإن المفوضية اتهمت جوجل بـ”تشويه المنافسة في سوق التكنولوجيا الإعلانية عبر الإنترنت”، من خلال تفضيل منصاتها وخدماتها الخاصة بشكل غير عادل على حساب مزوّدي الخدمات المنافسين، وهو ما ألحق الضرر بالمعلنين والناشرين والمستهلكين على حد سواء.
أوامر ملزمة وتدابير تنفيذية
المفوضية أمرت جوجل بضرورة وقف ممارسات التفضيل الذاتي ومعالجة تضارب المصالح في سلسلة التوريد الخاصة بتكنولوجيا الإعلانات، ومنحت الشركة مهلة 60 يومًا للرد. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي لن يتردد في فرض “علاجات قوية” إذا لم تلتزم الشركة بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
تصريحات أوروبية حاسمة
رئيسة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، تيريزا ريبيرا، شددت في بيان رسمي على أن “سلوك جوجل غير قانوني بموجب قواعد مكافحة الاحتكار الأوروبية”، مؤكدة أن “الوقت حان لأن تقدم الشركة علاجًا جادًا يعالج تضارب المصالح بفاعلية”.
اقرأ أيضًا
الصين تكشف عن غسالة فضائية مبتكرة تعتمد على الأوزون
موقف جوجل: قرار “خاطئ” واستئناف مرتقب
في المقابل، رفضت مولهولاند، الرئيسة العالمية للشؤون التنظيمية في جوجل، القرار، واعتبرت أنه “خاطئ” وغير مبرر. وأعلنت أن الشركة ستتقدم باستئناف ضد الحكم، محذرة من أن التغييرات التي تطالب بها المفوضية ستضر بآلاف الشركات الأوروبية الصغيرة والمتوسطة من خلال تقليص قدرتها على تحقيق الأرباح.
خلفية القضية
القضية تعود إلى عام 2021 عندما فتح الاتحاد الأوروبي تحقيقًا أوليًا لتقييم ما إذا كانت جوجل تستخدم موقعها المهيمن لتفضيل خدماتها الإعلانية الخاصة. وقد شهد الملف تطورات متتالية حتى culminated في الغرامة القياسية التي أُعلنت اليوم.
أبعاد سياسية واقتصادية
ويأتي القرار في توقيت حساس، حيث أشارت تقارير إعلامية في وقت سابق من الأسبوع إلى أن المفوضية كانت قد أجلت إعلان الغرامة بانتظار نتائج مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة بشأن تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية. وهو ما يربط القضية ليس فقط بالجانب التنافسي، بل أيضًا بمسار العلاقات الاقتصادية بين بروكسل وواشنطن.