أعلنت شركة “إلكترونيك آرتس (EA)” الأميركية العملاقة لألعاب الفيديو عن إتمام صفقة استحواذ قياسية بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بلغت قيمتها نحو 55 مليار دولار، لتصبح بذلك أكبر عملية استحواذ نقدي بالكامل في تاريخ شركات الاستثمار الخاصة.
الصفقة، التي ضمّت أيضاً شركتي الاستثمار الأميركيتين “سيلفر ليك” و”أفينيتي بارتنرز”، من المتوقع أن تُنجز رسمياً مطلع عام 2027 بعد الحصول على موافقة المساهمين والجهات التنظيمية.
ويملك الصندوق السعودي أصلاً حصة 9.9% في الشركة، ليجدد عبر هذه الخطوة استثماره ضمن استراتيجية واسعة لتنويع الاقتصاد والابتعاد عن الاعتماد على النفط.
وارتفع سهم الشركة بأكثر من 5% في تداولات ما قبل افتتاح بورصة نيويورك.
الرياض تخطط لتكون محوراً عالمياً للألعاب الإلكترونية
تأتي هذه الصفقة في إطار سعي السعودية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً لألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية.
وكان الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود، رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية، قد أكد في مايو 2024 أن المملكة تطمح لأن تكون لاعباً رئيسياً في هذه الصناعة على غرار اليابان وكوريا الجنوبية.
وكانت الرياض قد أطلقت عام 2022 استراتيجية استثمارية ضخمة بقيمة 38 مليار دولار، أسهمت في استحداث 39 ألف فرصة عمل مرتبطة بالقطاع، مع هدف أن تصل مساهمة الألعاب الإلكترونية إلى 1% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
كما نجحت المملكة مؤخراً في تنظيم كأس العالم للرياضات الإلكترونية بجوائز تخطت 60 مليون دولار.
استثمارات متواصلة عبر “سافي غيمز”
ضمن استراتيجيتها، استحوذت السعودية العام الماضي على استوديو “سكوبلي” في كاليفورنيا مقابل 4.9 مليار دولار، وهو الاستوديو الذي حققت لعبته “مونوبولي غو” إيرادات قياسية بلغت ملياري دولار خلال عشرة أشهر فقط. ويؤكد براين وارد، الرئيس التنفيذي لمجموعة “سافي غيمز” المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، أن المملكة لن تتوقف عند هذا الحد، بل تسعى لمزيد من الاستحواذات الكبرى لتعزيز حضورها في السوق.
وارد، الذي سبق أن عمل في “أكتيفيجن بليزارد”، شدد على أن الوقت الحالي هو الأنسب لحجز موقع متقدم في صناعة الألعاب، مع إمكانية توسيع التعاون مع شركات كبرى مثل “نينتندو” و”كابكوم” و”أكتيفيجن بليزارد”.
إنتاج ألعاب وطنية وطموحات مستقبلية
لا يقتصر الطموح السعودي على الاستحواذات، بل يشمل تطوير صناعة ألعاب وطنية بميزانيات ضخمة، مع خطط لإنتاج لعبة كبرى مخصصة لأجهزة التحكم بحلول عام 2030، يتم تصميمها داخل المملكة على يد مطورين محليين.
الأمير فيصل أوضح أن السعودية تمتلك رصيداً غنياً من القصص الشعبية مثل “علاء الدين” و”ألف ليلة وليلة” و”سندباد”، التي يمكن أن تشكل أساساً لألعاب عالمية بلمسة سعودية.
وأكد أن المملكة تمر بمرحلة انتقالية وانفتاح ثقافي، وأن الرياضة الإلكترونية تمثل بوابة لطموحات أوسع، ليس فقط للتحول إلى مركز عالمي، بل أيضاً لتصبح السعودية محوراً إقليمياً ينقل المنطقة بأكملها إلى مستوى جديد في صناعة الألعاب.
اقرأ ايضًا…الصين تُشغّل أقوى جهاز طرد مركزي في العالم