الاستيقاظ المتكرر أثناء الحلم، علامة تحذير مبكرة من الخرف (مرض الزهايمر)، وفقًا لدراسة حديثة أجراها فريق بحث في مستشفى الصداقة الصينية اليابانية في بكين.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يدخلون في مرحلة حركة العين السريعة (الجزء من دورة النوم المسؤول عن الأحلام) في وقت لاحق من الليل هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف أو أكثر عرضة للإصابة به.
الاستيقاظ المتكرر أثناء الحلم تحذير من الخرف
يعتقد الباحثون أن هذا قد يكون لأن نوم حركة العين السريعة ضروري لإنتاج الميلاتونين، الذي يساعد في التخلص من البروتينات السامة المرتبطة بتلف الدماغ.
ويقول العلماء إن إحدى العلامات التي تشير إلى دخولك مرحلة حركة العين السريعة (حركة العين السريعة) متأخرًا أو عدم الحصول على ما يكفي منها هي الاستيقاظ في منتصف الحلم.
وهذا هو السبب في أن الناس يبلغون عن هذه الظاهرة بعد ليلة من شرب الكحول، مما يقمع نوم حركة العين السريعة ويدفعه إلى الوراء في الدورة.
ويقول الدكتور يوي لينج، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة: “إن تأخير نوم حركة العين السريعة يعطل قدرة الدماغ على تعزيز الذكريات من خلال التدخل في العملية التي تساهم في التعلم والذاكرة”.
وأضاف: “إذا كان غير كافٍ أو متأخرًا، فقد يزيد من هرمون التوتر الكورتيزول. يمكن أن يضعف هذا الحُصين في الدماغ، وهو هيكل مهم لتعزيز الذاكرة”. وتأتي الدراسة في الوقت الذي يقتل فيه الخرف أكثر من 288 ألف أمريكي كل عام ويؤثر على حوالي 7 ملايين.

اقرأ أيضًا:
لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟.. 4 عوامل ترسم الفارق من الولادة إلى الشيخوخة
حركة العين السريعة ومرض الزهايمر
ويتبع نوم حركة العين السريعة ثلاث مراحل من النوم غير حركة العين السريعة، كل منها أعمق من سابقتها. وتستغرق المراحل الأربع 90 دقيقة أو أكثر لإكمالها، اعتمادًا على العمر، وقد يمر الشخص بها أربع أو خمس مرات في ليلة عادية.
يستغرق كبار السن وقتًا أطول للوصول إلى نوم حركة العين السريعة. وفي الدراسة الجديدة، تتبع العلماء في مستشفى الصداقة الصينية اليابانية في بكين أنماط النوم لدى 128 متطوعًا، بمتوسط عمر 70 عامًا – كان نصفهم مصابًا بمرض الزهايمر، وكان حوالي الثلث مصابًا بضعف إدراكي خفيف، وهو مقدمة متكررة لمرض الزهايمر. وكان لدى البقية إدراك طبيعي.
تتبع الباحثون نشاط الموجات الدماغية وحركة العين ومعدل ضربات القلب والتنفس أثناء ليلة قضوها في العيادة. ثم قسموا المشاركين إلى نوم حركة العين السريعة المبكر والمتأخر.
وصلت المجموعة المبكرة عادةً إلى نوم حركة العين السريعة في أقل من 98 دقيقة بعد النوم، بينما استغرقت المجموعة المتأخرة أكثر من 193 دقيقة.
كان المصابون بمرض الزهايمر أكثر عرضة لنوم حركة العين السريعة المتأخر، بنسبة 16 في المائة أكثر من الأميلويد و29 في المائة أكثر من أولئك الذين يعانون من نوم حركة العين السريعة المبكر.
ويقول الخبراء، أن هذه بروتينات سامة تتكتل معًا في الدماغ لتكوين لويحات في الخلايا العصبية، مما يعطل الاتصال الطبيعي ويقتلها. وأشارت الأبحاث السابقة التي أجريت على الفئران إلى أن الميلاتونين يمكن أن يعزز نوم حركة العين السريعة ويقلل من تراكم تاو والأميلويد.

كما ثبت أن الأدوية الأخرى التي تعالج الأرق عن طريق منع مادة كيميائية تقمع نوم حركة العين السريعة تعمل على تقليل تاو والأميلويد. واقترح العلماء أن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق إزاء خطر الإصابة بمرض الزهايمر يجب أن “يمارسوا عادات نوم صحية” تساعد في التحول من النوم الخفيف إلى نوم حركة العين السريعة.
وأضاف الدكتور دانتاو بينج، الخبير في علم الأعصاب في مستشفى الصداقة الصينية اليابانية والمؤلف الرئيسي للدراسة: “يتضمن هذا علاج حالات مثل توقف التنفس أثناء النوم وتجنب الإفراط في الشرب، لأن كلاهما يمكن أن يتداخل مع دورة نوم صحية.
مرض الزهايمر: الأعراض والأسباب والعلاج
مرض الزهايمر هو اضطراب عصبي تدريجي يتسبب في تدهور الذاكرة والوظائف العقلية الأخرى، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف. سُمِّي المرض باسم الطبيب الألماني “ألويس ألزهايمر” الذي وصفه لأول مرة في عام 1906.
الأعراض الرئيسية:
فقدان الذاكرة: صعوبة في تذكر الأحداث أو المعلومات المكتسبة حديثًا.
الارتباك: تداخل في الزمان والمكان وصعوبة التعرف على الأماكن المألوفة.
صعوبات التفكير وحل المشكلات: ضعف في القدرة على اتخاذ القرارات.
التغيرات السلوكية: تقلبات المزاج، الاكتئاب، أو السلوكيات العدوانية.
فقدان المهارات اللغوية: صعوبة في التحدث أو إيجاد الكلمات المناسبة.
الأسباب والعوامل المساهمة:
العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للمرض.
العمر: تزداد المخاطر مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن 65.
الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم.
نمط الحياة: قلة النشاط البدني، التغذية غير الصحية، أو التدخين.
ويعتمد على التقييم السريري، اختبارات الذاكرة، التصوير الطبي (مثل الرنين المغناطيسي)، وتحاليل الدم لاستبعاد أسباب أخرى.
العلاج:
لا يوجد علاج شافٍ حاليًا، ولكن هناك أدوية تساعد في تحسين الأعراض أو إبطاء تقدم المرض، مثل:
مثبطات الكولينستريز (Cholinesterase Inhibitors) لتحسين الوظائف العقلية.
مضادات مستقبلات الغلوتامات (NMDA antagonists) لتحسين التعلم والذاكرة.
العلاجات غير الدوائية: تشمل تحسين البيئة المحيطة بالمريض، وتقديم دعم نفسي واجتماعي.
الوقاية:
ممارسة الرياضة بانتظام.
اتباع نظام غذائي صحي (مثل حمية البحر الأبيض المتوسط).
الحفاظ على نشاط العقل من خلال القراءة وحل الألغاز.
السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.