وافق البرلمان الإيراني، خلال جلسته العلنية التي عُقدت صباح اليوم الأربعاء، على إدراج مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جدول أعماله بصفة أولوية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق ردود طهران على الهجمات العسكرية التي طالت منشآتها النووية مؤخرًا، من جانب كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، في حرب استمرت 12 يومًا.

جلسة البرلمان الإيراني بمشاركة موسعة
عُقدت الجلسة تحت رئاسة محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، وبمشاركة أكثر من ثلثي أعضاء المجلس، ما منحها النصاب الكافي لاتخاذ قرار بشأن مناقشة المشروع.
وأشارت وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء إلى أن مشروع القانون قد اجتاز مراحله التمهيدية داخل لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، وهو ما يعزز فرص طرحه للمناقشة الفعلية خلال الجلسات المقبلة.
اقرأ أيضًا
بتدخل من دونالد ترامب.. وقف شامل لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل يدخل حيز التنفيذ
الوكالة فقدت حيادها
ألقى قاليباف كلمة أمام النواب، أبدى خلالها استياءه من أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أنها “رفضت حتى توجيه إدانة طفيفة للهجمات التي استهدفت منشآت إيران النووية”، واصفًا موقفها بأنه تفريط في الحياد والمصداقية الدولية.
وأضاف أن “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية”، في إشارة إلى أن تعليق التعاون قد يتحول إلى موقف رسمي للدولة إذا أقر البرلمان القانون.
شكوى رسمية ضد المدير العام للوكالة
وفي تصعيد متوازٍ على الصعيد الدبلوماسي، أعلن مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، عن تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي.
وأشار إيرواني إلى أن تصريحات جروسي “عشية العدوان الإسرائيلي على إيران” شكّلت انحيازًا واضحًا وانتهاكًا لمبدأ الحياد الذي يفترض أن تلتزم به الوكالة، على حد وصفه.
تصريح جروسي يثير انتقادات حادة في طهران
وكان جروسي قد صرّح مؤخرًا بأن “الوكالة لم ترصد أي مؤشرات على سعي إيران لامتلاك السلاح النووي”، وهو ما اعتُبر في ظاهره تصريحًا مطمئنًا، لكنه قوبل بانتقادات حادة من المسؤولين الإيرانيين.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، وصف التصريح بأنه “اعتراف متأخر جدًا”، مشيرًا إلى أن جروسي “أخفى هذه الحقيقة في تقاريره السابقة التي استخدمتها الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة ذريعة لإدانة إيران”.

اتهام الوكالة بتوفير غطاء سياسي للهجمات
وأضاف بقائي أن التقارير المنحازة للوكالة ساهمت في إصدار قرار ضد طهران بشأن التزاماتها النووية، ووفرت غطاءً سياسيًا لـ”الكيان الصهيوني” لشن هجماته على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي ذات السياق، علّق مستشار المرشد الإيراني للشؤون الإستراتيجية، علي لاريجاني، قائلاً إن “إيران ستحاسب جروسي عندما تنتهي الحرب”، ما يعكس تصاعد الغضب داخل المؤسسة الإيرانية تجاه الوكالة.