دان المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في بيان ختامي صدر عقب انعقاد القمة الخليجية الاستثنائية في الدوحة، الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر، واصفاً إياه بأنه انتهاك صارخ لسيادة دولة خليجية، وتصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
البيان الختامي لـ القمة الخليجية الاستثنائية.. تضامن كامل مع قطر وتفعيل الدفاع المشترك
أكد القادة الخليجيون أن دول المجلس تقف صفاً واحداً مع قطر، وأنها تدعم جميع الإجراءات التي تتخذها لحماية سيادتها وأمنها. وشدد البيان على أن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ، وأن أي اعتداء على إحدى دوله يمثل اعتداءً على جميع أعضائه، وفقاً للنظام الأساسي للمجلس واتفاقية الدفاع المشترك.
كما وجّه القادة مجلس الدفاع المشترك لعقد اجتماع عاجل في الدوحة، يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، بهدف تقييم الوضع الدفاعي الخليجي بعد الهجوم الإسرائيلي، ووضع الخطط التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الردع وتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة.
تهديد مباشر للأمن الخليجي والإقليمي
حذر البيان الختامي من أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر يمثل تهديداً مباشراً للأمن الخليجي المشترك، مشيراً إلى أن استمرار هذه السياسات العدوانية يقوّض جهود السلام، ويضع مستقبل الاتفاقات والتفاهمات القائمة مع إسرائيل على المحك.
وأكد المجلس أن ممارسات إسرائيل، التي وصفها بـ”الإجرامية”، وانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، قد تقود إلى تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحقها.
دعوة المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية
وطالب القادة الخليجيون مجلس الأمن والدول الفاعلة بالتحرك الفوري لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، وفرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، مؤكدين أن تجاهل مثل هذه الاعتداءات يهدد سلطة المؤسسات الدولية وهيبة القانون الدولي.
كما دعت القمة الخليجية جميع الدول والمنظمات الدولية إلى إدانة الهجوم الإسرائيلي على قطر، واتخاذ خطوات عاجلة تضمن احترام سيادة الدول وحماية المدنيين.
إشادة بالجهود القطرية والأمنية
أشاد المجلس الأعلى بالجهود السريعة التي بذلتها الأجهزة الأمنية والدفاع المدني في قطر لاحتواء تداعيات الهجوم وصون سلامة المواطنين والمقيمين. واعتبر القادة أن الاعتداء يعرقل الجهود التي تقوم بها الدوحة، خصوصاً في ملف الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

رأى المجلس أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على دول المنطقة، بما فيها الهجوم الأخير على الدوحة، تشكل عقبة خطيرة أمام جهود إحلال السلام والاستقرار. وشدد على الالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
اقرأ أيضًا:
بجانب القمة العربية الإسلامية.. قمة خليجية استثنائية في الدوحة للتضامن مع قطر
شكر للدول المتضامنة مع قطر
أعرب قادة مجلس التعاون عن تقديرهم لمواقف الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة التي سارعت إلى إدانة العدوان الإسرائيلي وإعلان تضامنها مع قطر. واعتبروا أن هذه المواقف تعكس التزاماً جماعياً برفض انتهاك سيادة الدول، ودعماً لأمن المنطقة واستقرارها.

إلى جانب ذلك، جددت القمة الخليجية الاستثنائية إدانته للجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، بما في ذلك سياسات التهجير القسري والتجويع واستهداف المدنيين والطواقم الطبية والصحفية. وطالب بتضافر الجهود الدولية لوقف ما وصفه بـ”الأعمال الإجرامية”، مؤكداً أن استمرار هذه السياسات يفاقم الأوضاع الإنسانية ويهدد فرص السلام في المنطقة.