أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل جهوده لعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في إطار المساعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وقال مسؤول أميركي، لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته: “يواصل الرئيس ترامب وفريقه للأمن القومي التواصل مع المسؤولين الروس والأوكرانيين من أجل عقد اجتماع ثنائي يهدف إلى وقف القتل وإنهاء الحرب”.
شرط موسكو: “الخبراء أولاً”
من جانبه، كشف الكرملين شرط بوتين للموافقة على عقد هذا اللقاء، حيث أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي “لا يستبعد لقاء زيلينسكي”، لكنه شدد على أن أي اجتماع على أعلى مستوى “يجب أن يسبقه تحضير جيد على مستوى الخبراء”.
اقرأ أيضًا
الخارجية الفلسطينية: القرار الأمريكي بمنع الوفد من حضور اجتماعات الأمم المتحدة انتهاك صارخ
واعتبر بعض المراقبين أن هذا الشرط يمثل نوعاً من التسويف والتأجيل من جانب موسكو، خاصة أن الكرملين اعتاد خلال الأشهر الماضية تكرار المطالبة بـ”تحضيرات مسبقة” قبل أي لقاء رفيع المستوى.

قمة ألاسكا والتوقعات المتعثرة
وكانت التوقعات بخصوص لقاء بوتين وزيلينسكي قد برزت بقوة عقب القمة الثنائية بين ترامب وبوتين التي عُقدت في ألاسكا منتصف أغسطس.
ففي حين أعلن ترامب بعد القمة أنه متفائل بعقد لقاء قريب بين الخصمين، أكد الجانب الروسي أن “هذا الملف لم يتم التطرق إليه على الإطلاق”.
وفي وقت لاحق، أوضح مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، أن الرئيس الأميركي شعر بخيبة أمل بعدما تبيّن أن موسكو لم تُبدِ أي التزام واضح بجدولة لقاء مباشر.
شروط روسية ومطالب أوكرانية
تشترط موسكو، منذ بداية الحرب في فبراير 2022، أن تتخلى أوكرانيا عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تتنازل عن بعض الأراضي الشرقية، مثل إقليم دونيتسك، فضلاً عن ضمان عدم وجود قوات غربية على الأراضي الأوكرانية.
في المقابل، تتمسك كييف بسيادتها على كامل أراضيها، وتطالب بضمانات أمنية من الولايات المتحدة وأوروبا لردع أي تهديد روسي مستقبلي.
مواقف دولية متباينة
تأتي هذه التطورات وسط تحذيرات دولية من إطالة أمد الحرب، حيث حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “تلاعب” بوتين بنظيره الأميركي، معتبراً أن موسكو تسعى لاستخدام لغة الدبلوماسية لتأجيل أي تسوية جدية.