وسط روائح النعناع والبقدونس الطازج، تتربّع “التبولة اللبنانية على عرش الأطباق الباردة، كإحدى أبرز وأشهر المقبلات في المطبخ الشامي.
هذا الطبق النباتي ذو المكونات البسيطة أصبح رمزاً من رموز المائدة اللبنانية، وسفيراً للمطبخ العربي في العالم بأسره.
أصل التبولة اللبنانية
يعود تاريخ التبولة إلى بلاد الشام، وتحديداً إلى الجبال اللبنانية، حيث كانت تُعدّ منذ مئات السنين باستخدام الأعشاب الطازجة والحبوب المحلية.
وعلى الرغم من أنها اليوم طبق معروف في معظم الدول العربية، إلا أن لبنان يعتز بها كطبق وطني، ويرى فيها انعكاساً للطبيعة اللبنانية الخضراء وتقاليد الضيافة الأصيلة.

مكونات التبولة اللبنانية
رغم بساطة مكوناتها، فإن تحضير التبولة يتطلب دقة وعناية في التقطيع والتوازن بين الحموضة والزيت والأعشاب. فيما يلي قائمة بالمكونات التقليدية التي تدخل في إعداد التبولة اللبنانية:
بقدونس طازج: المكون الأساسي في التبولة، ويُفرم ناعماً جداً.
طماطم ناضجة: تقطع إلى مكعبات صغيرة وتُستخدم لإضافة نكهة وعصارة طبيعية.
برغل ناعم: يُنقع في الماء البارد حتى يطرى، ولا يُطهى.
بصل أخضر أو أحمر: يفرم ناعماً جداً ويضفي حدةً خفيفة للنكهة.
نعناع طازج أو مجفف: لإضافة لمسة من الانتعاش والرائحة الزكية.
عصير ليمون طازج: يمنح الطبق نكهة حمضية قوية ومميزة.
زيت زيتون بكر ممتاز: عنصر رئيسي للنكهة والقوام.
ملح: يُضاف حسب الذوق لتوازن الطعم.
طريقة التحضير خطوة بخطوة
تحضير البرغل
يُغسل البرغل جيداً ويُنقع في ماء بارد لمدة تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة حتى يصبح طرياً، ثم يُصفى جيداً من الماء.
تقطيع المكونات الطازجة
تُفرم أوراق البقدونس والنعناع باستخدام سكين حاد بطريقة دقيقة للحفاظ على اللون والطراوة، وتُقطع الطماطم والبصل إلى قطع صغيرة جداً.
الخلط
توضع جميع المكونات في وعاء كبير، ويُضاف إليها البرغل المنقوع.
إضافة التتبيلة
يُضاف عصير الليمون، زيت الزيتون، والملح إلى الخليط، وتُقلب المكونات جيداً حتى تتجانس.
اقرأ أيضًا
طريقة تحضير سلطة البطاطس بخطوات بسيطة ومكونات متوفرة
التقديم
تُقدَّم التبولة في طبق واسع، وغالباً ما تُقدَّم مع أوراق خس أو ملفوف كوسيلة لتناولها.
أكثر من مجرد سلطة
التبولة ليست مجرد سلطة أو مقبلات، بل هي طبق يُجسد فلسفة المطبخ اللبناني القائم على استخدام المنتجات الطازجة والاعتدال في المكونات.
كما أنها غنية بالعناصر الغذائية، حيث تحتوي على مضادات أكسدة، فيتامينات (A، C، K)، وألياف غذائية، وتُعد مثالية لمن يتّبعون نظامًا غذائيًا صحياً أو نباتياً.
من بيروت إلى العالم
خلال العقود الأخيرة، انتقلت التبولة من مطابخ البيوت اللبنانية إلى قوائم الطعام في المطاعم العالمية، وأصبحت جزءًا من ثقافة الطعام المتوسطي.
وتتنوع اليوم أشكالها، فقد تُعدّ ببعض التعديلات مثل استبدال البرغل بالكينوا أو البرغل الأسمر لزيادة القيمة الغذائية أو لتناسب أنظمة غذائية خاصة.