أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من إعادة عشرات الدروز الذين عبروا من إسرائيل إلى سوريا في اليوم السابق، بهدف الوصول إلى إخوانهم المحاصرين.
وأضاف أن العشرات منهم بقوا داخل سوريا، معظمهم في منطقة الحضر، وهي بلدة درزية تقع على الحدود مباشرة.
الجيش الإسرائيلي: عودة عشرات الدروز من إسرائيل
وأضاف الجيش أن الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية أعادا أيضًا عددًا من الدروز السوريين، الذين عبروا إلى إسرائيل في الوقت نفسه، إلى سوريا. ولم يتضح عدد الدروز السوريين الذين بقوا في إسرائيل.
وجاءت هذه الخروقات الجماعية للحدود وسط اشتباكات دامية في مدينة السويداء جنوب سوريا بين السكان الدروز والقبائل البدوية، مما دفع نحو ألف درزي يقيمون في إسرائيل إلى اقتحام الحدود.
انتشرت قوات الحكومة السورية في منطقة السويداء وسط الاشتباكات بهدف معلن هو الإشراف على هدنة، لكن شهود عيان قالوا إنها تدخلت لمنع الدروز.
ورداً على ذلك، قصف جيش الدفاع الإسرائيلي مواقعَ عسكريةً أخرى في دمشق، قائلاً إنه يحمي الدروز.
انسحبت القوات السورية من محافظة السويداء، معقل الدروز، يوم الخميس بأوامر من الحكومة التي يقودها الإسلاميون، تاركةً جثثاً متناثرة في الشوارع، وفقاً لما أفاد به صحفيون من وكالة فرانس برس من عاصمة المحافظة.
الجيش الإسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لم تكن هناك أي عمليات عبور للحدود أو احتجاجات خلال الليل، مضيفاً أنه من المقرر العمل على إصلاح ثغرات السياج، وبمساعدة الشرطة، أقاموا حواجز في المنطقة لمنع أي عمليات عبور أخرى.
في غضون ذلك، نشر صحفي سوري تابع للنظام الجديد في البلاد لقطات تُظهر مقاتلين دروزاً مسلحين وسكاناً في جنوب سوريا يهتفون أثناء مرور قافلة لجيش الدفاع الإسرائيلي في بلدة قريبة.
في اللقطات، يلوح الناس بأعلام الدروز ويهتفون لصف مركبات الجيش الإسرائيلي، التي تحمل إحداها علماً إسرائيلياً.
يُسمع أحد الأشخاص وهو يدعو القوات الإسرائيلية إلى استهداف الرئيس السوري أحمد الشرع، مقترحاً على ما يبدو القضاء عليه. ولم يتضح بعد مكان وزمان تصوير الفيديو.
في خطاب متلفز، قال الشرع إن قادة المجتمع المحلي سيستعيدون السيطرة على الأمن في السويداء بعد أن أدى نشر القوات الحكومية يوم الثلاثاء إلى تأجيج العنف الطائفي ودفع إسرائيل إلى التدخل.
وأفادت القوات الحكومية لوكالة فرانس برس أن أمر الانسحاب صدر قبيل منتصف الليل، وأكملت انسحابها من المحافظة فجرًا.
اقرا ايضا:
الحوثيون يعلنون عن هجمات عسكرية ضد إسرائيل وإغلاق ميناء إيلات يهدد الاقتصاد
15 جثة في شارع بوسط السويداء
وأحصى مصور لوكالة فرانس برس 15 جثة في شارع بوسط السويداء يوم الخميس بعد انسحاب القوات الحكومية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 500 شخص في اشتباكات طائفية بالمدينة منذ يوم الأحد.
وقصفت إسرائيل القوات الحكومية بغارات جوية خلال انتشارها القصير في المحافظة الجنوبية، كما ضربت مقرًا للجيش وقرب القصر الرئاسي في دمشق، محذرة من أن ضرباتها ستشتد حتى تنسحب الحكومة التي يقودها الإسلاميون.
كما تعهد الشرع، الذي توترت علاقات حكومته المؤقتة مع الأقليات العرقية والدينية منذ إطاحتها بالرئيس المخضرم بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، بحماية الدروز.
حثّ مسؤول كردي يوم الخميس الحكومة الجديدة على إعادة النظر في نهجها تجاه الأقليات في البلاد عقب الاشتباكات الدامية.
وقال بدران سيا كرد، المسؤول الكبير في الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، على قناة X: “يجب على الحكومة الانتقالية إجراء مراجعة شاملة وعاجلة لنهجها في التعامل مع الشؤون الداخلية لسوريا، وبدء حوار وطني جاد ومسؤول مع جميع المكونات، مع احترام خصوصية كل منها وهويتها الثقافية والدينية”.
شهد شهر مارس/آذار مجازر راح ضحيتها أكثر من 1700 مدني، معظمهم من العلويين، في معقلهم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث أُلقي باللوم على جماعات تابعة للحكومة في معظم عمليات القتل.
كما اشتبكت القوات الحكومية مع مقاتلين دروز في محافظة السويداء وبالقرب من دمشق في أبريل/نيسان ومايو/أيار، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
أكدت إسرائيل أنها لن تسمح بتعرض الدروز للأذى. وقد أكدت إسرائيل، التي تضم حوالي 150 ألف درزي، يخدم الكثير منهم في جيش الدفاع الإسرائيلي، مرارًا وتكرارًا عزمها على الدفاع عن الدروز في سوريا.
كما أكد الجيش، الذي سيطر على المنطقة منزوعة السلاح التي تراقبها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان ونفذ مئات الغارات على أهداف عسكرية في سوريا، أنه لن يسمح بأي وجود عسكري سوري في الجنوب.
ورغم بدء الاتصالات مع أول اجتماع مباشر في أذربيجان في وقت سابق من هذا الشهر، لا تزال إسرائيل حذرة للغاية من حكام سوريا الجدد، بمن فيهم الشرع، الذي كانت حركته “هيئة تحرير الشام” مرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة.
