أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية واسعة النطاق استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية داخل العاصمة الإيرانية طهران، في تصعيد لافت ضمن المواجهة المستمرة بين الجانبين والتي تدخل يومها الثالث على التوالي.

الجيش الإسرائيلي يستهدف منشآت نووية وعسكرية بناءً على معلومات استخباراتية
وقال بيان رسمي صادر عن الجيشِ الإسرائيلي، إن الهجمات استندت إلى “معلومات استخباراتية دقيقة” وتركزت على منشآت مرتبطة بالبنية التحتية لمشروع الأسلحة النووية الإيراني، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومنظمة الابتكار، والبحوث الدفاعية، وهي هيئة تُعتبر ذات صلة مباشرة ببرامج التطوير العسكري النووي في إيران.
استهداف مباشر للبنية التحتية النووية
وأوضح البيان أن الغارات الجوية، شملت أيضاً مستودعات وقود ومنشآت لوجستية مرتبطة بأنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلى جانب مراكز قيادة وتحكم، وأكد الجيش أن العملية “تأتي في إطار جهود منع إيران من امتلاك قدرات نووية تهدد أمن إسرائيل والمنطقة”.
تعتبر هذه المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل صراحة استهداف مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران، وهو ما يعكس مستوى الجرأة والتصعيد في الضربات، ويوجّه رسالة مباشرة إلى القيادة الإيرانية بأن أي بنية تحتية تُستخدم لدعم المشروع النووي أو الهجمات الصاروخية “لن تكون بمأمن”، بحسب ما جاء في البيان الإسرائيلي.
ضربات مركزة وسط صمت رسمي من طهران
ولم تُصدر السلطات الإيرانية بياناً رسمياً يؤكد أو ينفي ضربات الجيش الإسرائيلي على وزارة الدفاع، غير أن وسائل إعلام محلية تحدثت عن انفجارات في عدة مناطق بطهران، مع تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في العاصمة ومحيطها، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مواقع حساسة في المدينة، ما يُعزز صحة الرواية الإسرائيلية حول وقوع القصف.
اقرأ أيضا
تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل وبوتين يتواصل مع ترامب بشأن التوترات الإقليمية
سياق تصعيدي غير مسبوق بين الجانبين
تأتي هذه التطورات في ظل تدهور خطير في العلاقات بين طهران وتل أبيب، بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة التي بدأت عقب اغتيال قادة عسكريين إيرانيين وقصف منشآت نووية ومرافق نفطية داخل إيران، وردت طهران بدورها بإطلاق موجات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة تجاه إسرائيل، ضمن عملية أطلقت عليها اسم “الوعد الصادق”.
وكانت إسرائيل قد تعهدت في وقت سابق بـ”توجيه ضربات رادعة وغير تقليدية” لإحباط ما وصفته بـ”الخطر النووي الإيراني”، في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من انزلاق المواجهة نحو حرب شاملة تشمل أطرافاً إقليمية ودولية.
رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة
بحسب خبراء عسكريين، فإن استهداف وزارة الدفاع الإيرانية ومقر منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية، يحمل أبعاداً سياسية وأمنية معقدة، فإلى جانب كونه تصعيداً عسكرياً مباشراً، يمثل الهجوم رسالة رمزية تستهدف العمود الفقري للتخطيط الدفاعي الإيراني، بما في ذلك المشروع النووي الذي ترى إسرائيل فيه تهديداً وجودياً.
ردود فعل دولية مرتقبة
من المتوقع أن تثير هذه التطورات ردود فعل دولية واسعة، خاصة من جانب الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج، كما يتوقع أن تُعاد مناقشة ملف البرنامج النووي الإيراني في الهيئات الدولية، خصوصاً بعد تعليق جولة المحادثات النووية بين واشنطن وطهران التي كانت مقررة في سلطنة عُمان.