شنّت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، هجومًا عسكريًا استهدف منشأة تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة الناقورة الواقعة جنوب لبنان، في تصعيد جديد يُنذر بتوترات إضافية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

تفاصيل هجوم الجيش الإسرائيلي البحري
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن سفينة حربية إسرائيلية نفّذت عملية القصف التي استهدفت ما وصفه بـ”منشأة عسكرية تابعة لقوة الرضوان، الذراع النخبوية لحزب الله”، وذلك خلال ساعات الليل المتأخرة.
اقرأ أيضًا
موسكو: نمتلك القدرة على لعب دور الوسيط في النزاع الإيراني الإسرائيلي
ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإن المنشأة المستهدفة كانت “جزءًا من بنية تحتية عسكرية تُستخدم في التخطيط لأنشطة تهدد أمن المواطنين الإسرائيليين”، على حد تعبير البيان.
استناد إلى معلومات استخباراتية
زعم جيش الاحتلال أن الضربة العسكرية استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة جُمعت عبر تعاون بين سلاح البحرية والقيادة الشمالية في الجيش، مشيرًا إلى أن تلك المعلومات تضمنت اعترافات أدلى بها أحد عناصر حزب الله أثناء استجوابه مؤخرًا من قِبل الوحدة الاستخباراتية 504، المختصة بعمليات التحقيق والتجنيد.
وأكد البيان أن المعلومات “كشفت وجود نشاط تخريبي وشيك داخل المنشأة، ما دفع إلى تنفيذ الضربة الاستباقية”.
خرق للتفاهمات حسب الرواية الإسرائيلية
وفي محاولة لتبرير الهجوم، اتهمت إسرائيل حزب الله بـ”انتهاك صريح للتفاهمات غير المعلنة” التي كانت قائمة منذ نهاية حرب تموز 2006، مشيرة إلى أن المنشأة المستهدفة كانت تُستخدم لتنسيق “عمليات عدائية تمثل خطرًا فوريًا”.
ولم تقدم السلطات الإسرائيلية أي صور أو أدلة ميدانية حتى اللحظة تدعم روايتها، وهو ما يزيد من احتمالات التشكيك الدولي أو الرد اللبناني في وقت لاحق.
سياق تصعيدي أوسع
يأتي هذا التطور في سياق تصعيد متواصل بين إسرائيل وحزب الله، تزايدت حدّته منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، وترافق مع تبادل يومي للقصف المدفعي والصاروخي عبر الحدود اللبنانية الجنوبية، ما يزيد المخاوف من اندلاع مواجهة شاملة قد تمتد إلى الداخل اللبناني.
ويرى مراقبون أن الهجوم الأخير قد يكون رسالة إسرائيلية مزدوجة: ردع حزب الله ميدانيًا، وفي الوقت ذاته، استعراض استخباراتي في ظل الضغوط الإقليمية والدولية تل أبيب.