أعربت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، عن إدانتها الشديدة للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي والشعب الإيراني، ووصفتها بأنها “مخالفة صريحة للمبادئ الدبلوماسية وانتهاك للقيم الإنسانية والدولية”.

تصريحات ترامب “جرح لمشاعر الملايين”
وفي بيان نُشر عبر وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، قالت الخارجية الإيرانية إن التصريحات التي أطلقها ترامب مؤخرًا، والتي سخر فيها من المرشد الأعلى وقلل من شأن القيادة الإيرانية، تعد “إهانة صريحة لحضارة عريقة ضاربة في جذور التاريخ”، وتمثل إساءة مباشرة لمشاعر ملايين المسلمين داخل إيران وخارجها.
اقرأ أيضًا
الرئيس الفرنسي يدعو إيران للعودة إلى المفاوضات النووية ووقف التصعيد
وأضاف البيان:“مثل هذه التصريحات والسلوكيات الخارجة عن الأطر الدبلوماسية لا تليق بأي مسؤول، وتتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد على احترام سيادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها”.
طهران تطالب واشنطن بتحمّل المسؤولية
وأوصت الخارجية الإيرانية، في بيانها، الإدارة الأمريكية الحالية والسابقين من مسؤوليها، بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه الانتهاكات التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحق إيران والمنطقة، وعلى رأسها ما وصفته بـ”الهجوم غير القانوني على المنشآت النووية السلمية الإيرانية”، إلى جانب الدعم المستمر لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
وقالت الوزارة إن استمرار الولايات المتحدة في انتهاك القانون الدولي تحت غطاء الأمن أو السياسة الخارجية يُضعف من مصداقيتها على الساحة الدولية، ويضعها في مواجهة مباشرة مع الشعوب، وليس فقط مع الحكومات.
ترامب يسخر من خامنئي ويُشكّك في روايته حول “النصر”
وكان ترامب قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل خلال الأيام الماضية عبر مقابلة تلفزيونية، تناول فيها الظهور الأخير للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقال بسخرية:“خامنئي يدّعي الانتصار في الحرب، لكنه في الحقيقة تلقى هزيمة قاسية. عليه أن يقول الحقيقة.. هو رجل متدين، أليس كذلك؟”.
واعتبر مراقبون أن هذه التصريحات تُضاف إلى سلسلة من المواقف التصعيدية التي اتخذها ترامب ضد إيران خلال ولايته الرئاسية، لا سيما بعد انسحابه من الاتفاق النووي في 2018، وفرضه عقوبات شديدة على طهران.
وتأتي هذه التصريحات والردود في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا على جبهات متعددة، من غزة ولبنان إلى الملف النووي الإيراني، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة القوى الدولية على احتواء التصعيد بدلًا من تأجيجه.
دعوة للتهدئة وتحذير من خطاب الكراهية
وفي ختام بيانها، دعت وزارة الخارجية الإيرانية المجتمع الدولي إلى التصدي لخطاب الكراهية والتحريض السياسي والإعلامي، مؤكدة أن ما يصدر عن شخصيات بارزة في المشهد الدولي يجب أن يكون مسؤولًا ومتزنًا، بدلاً من استخدام لغة الاستهزاء والازدراء التي لا تخدم سوى إشعال نار الفتن والصراعات.