اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي “الناتو” بعدم التعامل بجدية مع قضية السلام في أوكرانيا، مشيرة إلى أن سياساتهم الراهنة لا تنم عن أي رغبة حقيقية في تهدئة النزاع أو تخفيف التوتر القائم في المنطقة.

تصريحات الخارجية الروسية
وقالت زاخاروفا، خلال إفادة صحفية نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم السبت، إن “لا يوجد أي أساس يدفع للاعتقاد بأن الغرب أو الناتو يقدّران قيمة السلام أو يسعيان إلى تحقيقه”، مضيفة أن الممارسات الغربية على الأرض تدل على عكس ذلك تمامًا.
من يريد السلام لا يمدّ أوكرانيا بالسلاح
وفي سياق متصل، أكدت زاخاروفا أن السبيل الوحيد لإحلال السلام في أوكرانيا هو وقف التدخلات الغربية الفاعلة في النزاع، وعلى رأسها إمداد كييف بالأسلحة ورعاية ما وصفته بالهجمات الإرهابية.
وشددت على أنه “إذا أراد الغرب حقًا وقف الحرب، فعليه أن يتوقف عن تزويد كييف بالأسلحة، وأن يكف عن دعم الأيديولوجيات المتطرفة المنتشرة عبر النظام الأوكراني”، مضيفة: “لكن الواقع يُظهر أن الغرب لا يفعل شيئًا من هذا القبيل”.
وفي تصريحات لافتة، شككت زاخاروفا في نزاهة المؤسسات الأوكرانية المعنية بمحاربة الفساد، معتبرة أن جهاز مكافحة الفساد الوطني، إلى جانب النيابة المتخصصة، لا يقومان بدور حقيقي في التصدي للفساد، وإنما يستخدمان كأدوات ضغط من قبل الغرب لفرض السيطرة على الداخل الأوكراني.
اقرأ أيضًا
الرئيس الأمريكي يصل إلى أسكتلندا في زيارة خاصة تستمر 5 أيام
وقالت: “لا توجد مكافحة حقيقية للفساد في أوكرانيا.. المؤسسات القائمة تُدار بروح التوجيهات الغربية أكثر من خدمتها للصالح الوطني الأوكراني”، مضيفة أن هذه الأجهزة تمثل أحد أوجه “النفوذ الأجنبي” الذي يعمّق أزمات البلاد بدلًا من حلها.
رسائل سياسية واضحة في ظل استمرار النزاع
وتأتي تصريحات زاخاروفا في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تحول النزاع في أوكرانيا إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، حيث تتبادل موسكو وواشنطن الاتهامات بشأن المسؤولية عن استمرار الحرب، في ظل غياب أفق دبلوماسي واضح حتى الآن.
ويُذكر أن هذه التصريحات تتزامن مع تقارير غربية تفيد بزيادة الدعم العسكري لكييف، ما يعكس تعقيدًا إضافيًا في مسار التسوية، ويضعف احتمالات عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات في المستقبل القريب.