
أكدت وزارة الخارجية السورية، مساء أمس الجمعة، عدم صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن توقيع اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب خلال شهر سبتمبر المقبل.
بيان الخارحية السورية
وجاء النفي في بيان صادر عن مكتب التنسيق والاتصال في إدارة الإعلام بوزارة الخارجية السورية، ردًا على استفسارات من وسائل إعلام محلية، بينها موقع “تلفزيون سوريا”.
وأوضحت الوزارة أن ما يُنشر في هذا السياق «عارٍ تمامًا من الصحة» ولا يستند إلى أي معلومات دقيقة، مشددة على أن الحكومة السورية لا تجري أي نوع من المحادثات أو المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وأن تداول مثل هذه الأخبار يهدف إلى التشويش على الموقف الرسمي لسوريا ومحاولة خلق انطباعات مضللة لدى الرأي العام.
اقرأ أيضًا
العالم يواجه إسرائيل.. رفض أوروبي لخطة “E1” وتصعيد غزة
تقارير عن اتفاق برعاية أمريكية
وكانت تقارير إعلامية تداولت معلومات منسوبة إلى “مصادر سورية رفيعة المستوى”، زعمت فيها أن اتفاقًا أمنيًا سيُوقع بين دمشق وتل أبيب برعاية الولايات المتحدة في 25 سبتمبر المقبل. ووصفت تلك التقارير الاتفاق المزعوم بأنه خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية في الجنوب السوري، وتخفيف التوتر بين الجانبين، بعد سنوات من القطيعة والتوترات المستمرة.
لقاءات في باريس وتكهنات سياسية
وأثارت هذه الأنباء جدلًا واسعًا بعد تداول معلومات إضافية تفيد بأن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عقد لقاءً في باريس مع وفد إسرائيلي، ناقش خلاله ملفات متعلقة بالاستقرار الإقليمي، وخصوصًا الأوضاع في الجنوب السوري.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، فقد تركزت النقاشات في ذلك اللقاء على عدة محاور، أبرزها: خفض التصعيد العسكري في بعض المناطق الحدودية، منع التدخل في الشأن الداخلي السوري، مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، والسعي للتوصل إلى تفاهمات من شأنها دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
موقف رسمي ثابت
ورغم ما نشرته بعض الوسائل الأجنبية من تقارير موسعة حول “قرب التوصل إلى اتفاق أمني”، فإن دمشق شددت على أن هذه الأخبار تفتقد للمصداقية.
كما أكدت الخارجية أن سوريا لا تزال على موقفها الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع أو التفاهمات الأمنية مع إسرائيل، معتبرة أن أي حديث بهذا الخصوص يدخل في إطار الحملات الإعلامية الهادفة إلى التشويش وإضعاف الموقف السوري في المحافل الإقليمية والدولية.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين سوريا وإسرائيل تتسم بالعداء منذ عقود، إذ خاض الطرفان عدة حروب أبرزها حرب أكتوبر 1973. كما تحتل إسرائيل منذ عام 1967 هضبة الجولان السورية، التي أعلنت ضمها عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وعلى الرغم من وجود محادثات سلام غير مباشرة جرت في تسعينيات القرن الماضي، فإنها توقفت دون التوصل إلى أي اتفاق.

ومنذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، اتخذت إسرائيل موقفًا حذرًا، وركزت على مراقبة تحركات إيران وحزب الله داخل الأراضي السورية، ونفذت عدة ضربات جوية استهدفت مواقع قالت إنها “تابعة لإيران أو جماعات مسلحة” في سوريا. وهو ما جعل مسألة أي تقارب بين دمشق وتل أبيب محل جدل واسع ومثارًا للتكهنات المستمرة.