أعربت وزارة الخارجية المصرية، عن ترحيبها الكبير بقراري الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تحسين تصنيف إرشادات السفر الخاصة بمصر، في خطوة اعتبرتها القاهرة دليلاً واضحًا على تزايد الثقة الدولية في الأمن والاستقرار داخل البلاد، وانعكاسًا للجهود الحكومية في تحسين المناخ السياحي وتعزيز صورة مصر في الخارج.

الخارجية المصرية: خطوة “إيجابية لافتة”
وفي بيان رسمي، صرّح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن هذه الخطوة تُعد “إيجابية لافتة”، تعكس إدراك الدول الكبرى للتحسن المتواصل في الأوضاع الأمنية داخل مصر، وخاصة في المناطق السياحية والمراكز الحضرية الكبرى.
اقرأ أيضًا
في القدس.. زيارة كبار المسؤولين المسيحيين لكنيسة قصفها الجيش الإسرائيلي
وأضاف خلاف أن قرار وزارة الخارجية الأمريكية بوضع مصر في المستوى الثاني ضمن تصنيفات إرشادات السفر، يضعها في مصاف دول متقدمة مثل فرنسا وألمانيا، وهو ما يحمل دلالات رمزية ومؤسسية هامة على صعيد العلاقات الثنائية والسياحة.
بريطانيا تحدّث إرشاداتها
كما رحبت الخارجية المصرية بالخطوة المماثلة التي اتخذتها وزارة الخارجية البريطانية، والتي قامت هي الأخرى بتحديث إرشادات السفر الخاصة بمصر، ورفعتها إلى المستوى الثاني، وهو ما يُعد شهادة بريطانية ضمنية بجاذبية المقصد المصري ومتانة الإجراءات الأمنية فيه.
وفي هذا السياق، أبرز المتحدث الرسمي للخارجية المصرية إشادة الجانب البريطاني بما وصفه بـ”مناخ الأمن والاستقرار الذي تتمتع به مصر”، مشيرًا إلى ما تضمنه التقرير البريطاني من بيانات تفيد بزيارة نحو مليون سائح بريطاني لمصر سنويًا، ما يعكس الثقة المتزايدة من قبل السائحين الأوروبيين في المقصد السياحي المصري.
اتصالات دبلوماسية مكثفة وراء القرار
وكشف السفير تميم خلاف أن هذه التعديلات الإيجابية في إرشادات السفر جاءت تتويجًا لما وصفه بـ”الاتصالات المكثفة والمنهجية” التي أجرتها وزارة الخارجية المصرية والسفارات المصرية بالخارج خلال الشهور الماضية، في إطار جهود الدولة الهادفة إلى دعم قطاع السياحة وجذب مزيد من التدفقات السياحية من مختلف دول العالم.
وأوضح أن تلك الجهود شملت لقاءات رسمية مع مسؤولين حكوميين، وتقارير ميدانية حول الأوضاع الأمنية، وجولات تعريفية شارك فيها ممثلو البعثات الأجنبية في مصر، مما أدى إلى بناء حالة من الثقة التدريجية انتهت بهذه القرارات.
دعم جديد لصناعة السياحة المصرية
ويُنظر إلى رفع تصنيف مصر في إرشادات السفر الغربية على أنه دفعة قوية لصناعة السياحة المصرية، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تعافيًا تدريجيًا بعد التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الأحداث الإقليمية.
وتسعى مصر إلى استقبال أكثر من 15 مليون سائح خلال عام 2025، عبر الترويج للمقاصد التاريخية والترفيهية، وتسهيل إجراءات الدخول، وتحسين البنية التحتية في المدن السياحية الكبرى.
رسائل طمأنة للمستثمرين والمواطنين
من جهة أخرى، اعتبر خبراء السياحة والاستثمار أن هذه الخطوات الغربية تمثل رسائل طمأنة إضافية للمستثمرين الأجانب في القطاع السياحي المصري، كما أنها تعزز من ثقة المواطنين في قدرة الدولة على تأمين أراضيها وتوفير بيئة مستقرة وجاذبة للزوار.