أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن وسائط الدفاع الجوي التابعة لها تمكنت من إسقاط 8 طائرات مسيّرة أوكرانية خلال سلسلة من الهجمات الجوية التي وقعت ليلاً، واستهدفت عدة مناطق داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ومقاطعات كورسك وبيلغورود، إضافة إلى مياه بحر آزوف.

إسقاط طائرات مسيّرة فوق القرم وكورسك وبيلغورود
وجاء في بيان أصدرته الوزارة، ونقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن “أنظمة الدفاع الجوي الروسية المناوبة تمكنت، في الفترة ما بين الساعة 00:20 من يوم 2 يونيو (حزيران)، والساعة 00:07 من يوم 3 يونيو، من اعتراض وتدمير ثماني طائرات مسيّرة أوكرانية في مواقع متفرقة من البلاد”.
اقرأ أيضًا
مصر وقطر تواصلان جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة بناء على مقترح ويتكوف
وأضاف البيان أن ثلاثاً من هذه الطائرات تم إسقاطها فوق أراضي شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، فيما تم تدمير طائرتين مسيرتين فوق أراضي مقاطعتي كورسك وبيلغورود، القريبتين من الحدود الأوكرانية، وطائرة إضافية جرى تدميرها فوق مياه بحر آزوف.
الدفاعات الجوية تعمل بكفاءة.. والتحقق المستقل متعذر
ووصفت الوزارة أن عملية إسقاط طائرات مسيّرة بأنها دليل على “جاهزية” الدفاعات الجوية الروسية لصد الهجمات المتزايدة بالطائرات المسيّرة، والتي أصبحت أحد أبرز تكتيكات أوكرانيا في استهداف العمق الروسي، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار مادية حتى الآن.
جدير بالذكر أن وكالات الأنباء الغربية لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الادعاءات، وهو أمر بات معتاداً في ظل التضارب الإعلامي المصاحب للحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.
ضربات أوكرانية تستهدف البنية التحتية في الجنوب
في السياق نفسه، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين محليين عينتهم روسيا، أن ضربات جوية أوكرانية باستخدام الطائرات المسيّرة، استهدفت صباح اليوم الثلاثاء مناطق خاضعة لسيطرة روسيا في جنوبي أوكرانيا، ما تسبب في انقطاع واسع للكهرباء في كل من زابوريجيا وخيرسون.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن الهجمات استهدفت منشآت حيوية للطاقة، ما أدى إلى خروج أجزاء كبيرة من الشبكة الكهربائية عن الخدمة، دون الإشارة إلى تفاصيل بشأن حجم الأضرار أو توقيت إعادة التيار الكهربائي. وتعد هذه المناطق من أبرز النقاط الساخنة في الصراع بين الطرفين، نظراً لأهميتها الاستراتيجية.
تصاعد وتيرة الهجمات الجوية بطائرات دون طيار
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الجبهة الروسية-الأوكرانية تصاعداً ملحوظاً في وتيرة الهجمات الجوية، لا سيما باستخدام الطائرات المسيّرة، التي أصبحت سلاحاً أساسياً في ترسانة الطرفين.
وتُستخدم هذه الطائرات لتنفيذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية ومدنية، مع تقليل المخاطر البشرية مقارنة بالأسلحة التقليدية.
ويبدو أن المواجهة بين موسكو وكييف دخلت مرحلة جديدة من التصعيد التكنولوجي والعسكري، وسط تعثر المساعي الدبلوماسية، واستمرار العمليات القتالية على جبهات متعددة، من دون مؤشرات واضحة على قرب التوصل إلى تسوية أو وقف لإطلاق النار.