سجّل الدولار الأميركي اليوم، الثلاثاء، أعلى مستوى له في 15 أسبوعاً أمام الين الياباني، عقب صدور بيانات اقتصادية أظهرت استمرار ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال يونيو، ولكن دون أن تُحدث تغييراً جوهرياً في توقعات الأسواق حيال توقيت خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
التضخم يرتفع ولكن بوتيرة متوقعة
وبحسب بيانات رسمية نقلتها وكالة “رويترز”، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% خلال يونيو، بما يتماشى مع التوقعات، وذلك بعد ارتفاع طفيف بلغ 0.1% في مايو… وعلى أساس سنوي، سجّل المؤشر ارتفاعاً بنسبة 2.7% مقارنة بـ2.4% في الشهر السابق.
وكان استطلاع أجرته “رويترز” قد توقع ارتفاعاً شهرياً مماثلاً (0.3%)، إلى جانب ارتفاع سنوي نسبته 2.6%. وبذلك، جاءت الأرقام الفعلية أعلى قليلاً من التوقعات السنوية، مما عزز من قوة الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
الدولار يتفوق على الين واليورو والإسترليني
في أحدث التعاملات، ارتفع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.66% إلى 148.68 ين، مسجلاً أعلى مستوى له منذ الثالث من أبريل، كما انخفض اليورو بنسبة 0.27% إلى 1.1631 دولار، وهو أدنى مستوى للعملة الأوروبية الموحدة منذ 25 يونيو.
ولم يكن الجنيه الإسترليني بمنأى عن هذه التحركات، حيث تراجع بنسبة 0.21% ليسجل 1.3399 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 23 يونيو.
ترامب يصعّد الحرب التجارية ويدفع المركزي الأميركي للرد
وفي خضم هذه التطورات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية ستُفرض اعتباراً من الأول من أغسطس على واردات قادمة من عدة دول، منها المكسيك واليابان وكندا والبرازيل ودول الاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، بدا رد فعل الأسواق المالية محدوداً نسبياً، إذ يبدو أن المستثمرين بدأوا في امتصاص أثر التصريحات المتكررة للإدارة الأميركية.
وعلّق ترامب على أرقام التضخم بالقول إن “أسعار المستهلكين منخفضة”، وطالب مجلس الاحتياطي الفيدرالي “بخفض أسعار الفائدة فوراً”، في تصعيد واضح للضغوط التي يمارسها على البنك المركزي الأميركي.
باول تحت الضغط وتحركات داخلية لاختيار خليفة محتمل
وفي ظل تصاعد الانتقادات من إدارة ترامب، طالب رئيس المجلس جيروم باول بإجراء مراجعة من قبل المفتش العام للبنك حول تكاليف تجديد المقر التاريخي للمجلس في واشنطن، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتعزيز الشفافية في ظل الأجواء السياسية المشحونة.
وفي تطور لافت، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت عن بدء “عملية رسمية” لاختيار بديل محتمل لباول، الذي تنتهي ولايته في مايو المقبل، ما يعكس تصاعد الخلاف بين البيت الأبيض والمؤسسة النقدية حول السياسة المالية والنقدية.
بيتكوين تتراجع بعد صعود تاريخي
على صعيد العملات المشفرة، تراجع سعر عملة “بيتكوين” بنسبة 1.52% لتسجل 118,394 دولاراً، بعد أن كانت قد وصلت إلى مستوى قياسي غير مسبوق بلغ 123,153 دولاراً يوم أمس الإثنين، مدفوعة بموجة من التفاؤل حول توسع استخدام العملات الرقمية في الأسواق العالمية.
نظرة تحليلية: ما الذي تعنيه هذه التحركات؟
تشير التطورات الأخيرة إلى استمرار حالة “التوازن الحذر” في السياسة النقدية الأميركية. فعلى الرغم من ارتفاع التضخم، لا يبدو أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، لا سيما في ظل عوامل خارجية متمثلة في الحرب التجارية التي يخوضها ترامب، وضغوط مالية ناجمة عن ارتفاع الإنفاق الحكومي.
أما على صعيد السياسة، فإن الحديث عن خلافة جيروم باول في رئاسة المجلس قد يشكل عامل توتر إضافي للأسواق، خصوصاً في وقت حساس تمر به الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
من جهة أخرى، فإن ارتفاع الدولار بهذا الشكل قد يضعف القدرة التنافسية للصادرات الأميركية، ما قد ينعكس لاحقاً على الميزان التجاري والنمو الاقتصادي.
تابع ايضًا…التضخم في السعودية يرتفع إلى 2.3% مدفوعاً بزيادة أسعار السكن والإيجارات