أعلن العلماء عن إعادة إحياء الذئب الرهيب في إنجاز علمي جديد يتمثل في أول عملية لإحياء نوع حيواني منقرض، حيث تمكنوا من إعادة الذئب إلى الحياة بعد انقراضه منذ حوالي 12 ألف عام.
وقد تمكنت شركة “كولوسال بيوساينسز”، المتخصصة في مجال الهندسة الوراثية، من إنتاج ثلاثة ذئاب رهيبة جديدة، والتي أُطلق عليها أسماء رومولوس وريموس وخاليسي، تكريمًا للشخصيات الأسطورية التي ظهرت في مسلسل “صراع العروش” على شبكة HBO.
«الذئب الرهيب» إحياء حيوان لعبة العروش الأسطوري
الذئب الرهيب، الذي كان يتمتع بفرو أبيض، كان يعيش في أمريكا الشمالية والجنوبية قبل أن ينقرض منذ حوالي 12 ألف عام، حيث يُعتقد أن انقراضه كان نتيجة لاختفاء فريسته.
واستخدم العلماء الحمض النووي المستخرج من بقايا متحجرة للذئب الرهيب، ثم دمجوه مع الشفرة الوراثية للذئب الرمادي، الذي يعد أقرب الأنواع الحية لهذا الحيوان المنقرض.
وأوضح بن لام، الرئيس التنفيذي لشركة كولوسال بيوساينسز، أن فريقه قام بجمع الحمض النووي من سنّ عمره 13,000 عام وجمجمة عمرها 72,000 عام، مما أدى إلى ولادة جراء سليمة من ذئب شرس.
وبعد ذلك، تم استنساخ خلايا عالية الجودة باستخدام تقنية نقل نواة الخلية الجسدية إلى بويضات متبرعة، ثم نقلت الأجنة إلى أمهات بديلة، لينتج عن ذلك ولادة الجراء الثلاثة في أكتوبر 2024.
يعيش الذئب الرهيب الآن في محمية بيئية واسعة وآمنة في الولايات المتحدة تبلغ مساحتها أكثر من 2000 فدان. تجدر الإشارة إلى أن كولوسال قد أثارت اهتمام وسائل الإعلام الشهر الماضي عندما نجحت في إنتاج “فأر صوفي” باستخدام الحمض النووي للماموث لإنتاج معاطف سميكة ودافئة.

شركة كولوسال وإعادة الماموث الصوفي
الهدف النهائي لشركة كولوسال هو إعادة الماموث الصوفي إلى الحياة، حيث تخطط الشركة لتحقيق هذا الهدف بحلول أواخر عام 2028. وبالنسبة للذئاب الرهيبة، قام العلماء باستخراج الحمض النووي من حفريتين يعود عمرهما إلى 13,000 و72,000 عام على التوالي.
ثم تم تسلسل هذا الحمض النووي وإعادة تجميعه باستخدام نهج مبتكر، مما مكنهم من تغطية جينوم الذئب الرهيب بمقدار 500 ضعف مقارنة بما كان متاحًا سابقًا.
وقالت الدكتورة بيث شابيرو، كبيرة مسؤولي العلوم في كولوسال، إن النهج المتطور الذي اتبعوه في تحسين جينوم الحمض النووي القديم قد وضع معيارًا جديدًا في مجال إعادة بناء الجينومات القديمة. كما أضافت أن هذه التطورات سهلت عملية تحديد الجينات الفريدة للذئب الرهيب، مما يساهم في إعادة إحيائه بشكل دقيق.
قام الفريق بتعديل 15 متغيرًا جينيًا للذئب الرهيب في جينوم الذئب الرمادي المانح، مما أسفر عن إنتاج ذئاب رهيبة تعبر عن جينات لم تُعبّر عنها منذ أكثر من 10,000 عام. تم نقل الأجنة إلى أمهات بديلة، مما أدى إلى ولادة أول مجموعة من الذئاب الرهيبة التي تعتبر خطوة مهمة في جهود إنقاذ الأنواع المنقرضة.
وأعرب الدكتور كريستوفر ماسون، المستشار العلمي في المشروع، عن اعتقاده بأن عملية إنقاذ الذئب الرهيب من الانقراض تمثل نقلة نوعية في مجال الهندسة الوراثية، وأن التقنيات المستخدمة يمكن أن تساهم في إنقاذ العديد من الأنواع المهددة بالانقراض. وأشار إلى أن هذا الإنجاز يعكس قدرة التكنولوجيا الحيوية على حماية الأنواع سواء الحية أو المنقرضة.
اقرأ أيضًا:
قبل 300 ألف عام.. «أسرار الفايكنج» بناة الساونا وأسياد النظافة بزمن الوحشية
“الذئاب الرهيبة” أكبر من الئاب الرمادية
تتميز ذئاب “الذئاب الرهيبة” بأنها أكبر بنسبة 25% من الذئاب الرمادية، ولها رأس أعرض قليلًا وفرو كثيف وخفيف، بالإضافة إلى فك أقوى. كان نظامها الغذائي يتكون أساسًا من لحوم الخيول والبيسون، وكانت تعتبر من آكلات اللحوم المفرطة. انقرضت هذه الذئاب في نهاية العصر الجليدي الأخير، قبل نحو 13,000 عام.
وفي سياق متصل، أعلنت شركة كولوسال بيوساينسز أنها قد جمعت 200 مليون دولار في جولة تمويل جديدة، ويُتوقع أن يتم استخدام هذه الأموال في مساعي الشركة لإحياء الماموث الصوفي. وقال بن لام إنه متفائل بأن أول صغار الماموث ستُولد في السنوات القليلة المقبلة.
كما أضاف لام أن الشركة تسعى جاهدة لإحياء الماموث الصوفي باستخدام تقنيات تعديل الجينات، التي تسمح بإدخال جينات الماموث إلى الحمض النووي للأفيال الآسيوية، مما يعزز من جهود إحياء هذا النوع المنقرض بحلول عام 2028.
تجدر الإشارة إلى أن شركة كولوسال قد تمكنت بالفعل من تسلسل جينوم الماموث، وتعمل على إدخال جينات الماموث إلى الحمض النووي للفيل الآسيوي، وهو ما يُعد خطوة كبيرة نحو إحياء الماموث.