ازيح الستار عن تقنية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي تقوم بتحليل صور الماموغرام، إلى جانب عمر المريضة، لتقدير احتمال إصابتها بسرطان الثدي خلال الخمس سنوات القادمة. ويعمل هذا النظام مع الصور الثنائية الأبعاد التقليدية وصور التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد للثدي، ما يجعله قابلًا للتطبيق على أنواع الفحص المعتمدة في العيادات والمستشفيات. كما يوفّر النظام نسبة مئوية دقيقة تمثل درجة خطر الإصابة، ما يمكّن الأطباء من مقارنة مستوى الخطر لدى المريضة بالمعدل الوطني العام.
دقة الذكاء الاصطناعي مقارنة بالطرق التقليدية
أظهرت النتائج أن هذه التقنية القائمة على الذكاء الاصطناعي تحقق دقة تصل إلى أكثر من ضعف دقة الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على استبيانات لعوامل الخطر مثل العمر والوراثة والتاريخ العائلي. وقد تم تدريب الخوارزمية على صور لمئات الآلاف من الحالات، ما مكّنها من التعرّف على مؤشرات دقيقة للغاية للسرطان، لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة. وبما أن البنية التحتية لفحص الماموغرام موجودة بالفعل في معظم المستشفيات، فمن السهل دمج هذه التقنية في الإجراءات الصحية المعتمدة دون الحاجة لاستثمارات جديدة.
أهمية التشخيص المبكر والفوائد الصحية
الكشف المبكر عن سرطان الثدي يشكّل فارقًا كبيرًا في فرص النجاة، إذ أن أغلب الحالات التي يتم اكتشافها في مراحل مبكرة يمكن علاجها بنجاح بنسبة تصل إلى 99%. في المقابل، تشكّل الحالات التي تُكتشف في مراحل متأخرة نسبة كبيرة من إجمالي الإصابات، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات صحية وعلاجية أكبر. لذا فإن التقدير المبكر لخطر الإصابة يعطي فرصة لتدخّل وقائي، سواء عبر الفحوصات الإضافية أو عبر استراتيجيات طبية تقلل من احتمالية تطور المرض في المستقبل.
التوصيات السريرية والإجراءات المتبعة
يعطي النظام درجة مخاطرة لخمس سنوات تساعد الأطباء في اتخاذ قرارات مبكرة، لكن من دون أن تُغني عن مراجعة أخصائي الأشعة والتقييم الطبي الكامل. في حال كانت درجة الخطورة أعلى من النسبة المعتمدة طبيًا كخطر مرتفع، يُنصح بتحويل المريضة إلى مختصين لمناقشة الخيارات الوقائية، والتي قد تشمل: زيادة وتيرة الفحص، استخدام أنواع تصوير أكثر دقة مثل الرنين المغناطيسي، أو حتى اللجوء للعلاج الوقائي بالأدوية في بعض الحالات الخاصة.
هذه المقاربة الفردية لكل مريضة تتيح للرعاية الصحية أن تكون أكثر فعالية، وتزيد من فرص الوقاية والاكتشاف المبكر، مما يقلل عدد الحالات التي تُشخّص في مراحل متأخرة ويُحسن نتائج العلاج على نطاق واسع.