أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن فرض تعريفات جمركية مرتفعة تصل إلى 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي، على أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أغسطس المقبل.

تفاصيل قرار الرئيس الأمريكي
وجاء هذا القرار بعد فترة طويلة من المفاوضات المكثفة التي أجرتها الإدارة الأمريكية مع الحلفاء التجاريين الرئيسيين، والتي انتهت بالفشل في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل ومتوازن يلبي طموحات الطرفين.
اقرأ أيضًا
أزمة الدين الأميركي تتصاعد.. 410 مليارات دولار في يومين بعد رفع السقف
وتم الإعلان عن هذه الرسوم الجمركية الجديدة من خلال عدة رسائل منفصلة نُشرت على منصة “Truth Social”، وهي شبكة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الرئيس ترامب بشكل منتظم للتواصل مع الجمهور وإعلان قراراته الرسمية.
فشل المفاوضات والتوتر المتصاعد مع الشركاء التجاريين
شهدت الأسابيع الماضية محاولات مكثفة من جانب الإدارة الأمريكية للتفاوض مع المكسيك والاتحاد الأوروبي، بهدف التوصل إلى اتفاقيات تجارية تضمن حماية المصالح الأمريكية وتعزز التبادل التجاري بشكل عادل.

ومع ذلك، فشلت هذه الجهود في تحقيق اختراقات حقيقية بسبب اختلاف وجهات النظر حول شروط الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالتعريفات والرسوم الجمركية، وحماية الصناعات المحلية.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية واشنطن لممارسة المزيد من الضغط على شركائها التجاريين بهدف إعادة التوازن إلى العلاقات الاقتصادية، مشيرين إلى أن التعريفات الجمركية تعد أداة فعالة لتعزيز موقف الولايات المتحدة في مفاوضات مستقبلية.
توسيع قائمة الدول والمنتجات المتأثرة بالحرب الجمركية
يأتي قرار الرئيس الأمريكي بفرض هذه الرسوم الجمركية بعد أيام قليلة من إعلان ترامب فرض تعريفات جديدة على عدد من الدول الأخرى، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية وكندا والبرازيل، بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على استيراد النحاس، وهو من المواد الاستراتيجية الهامة في الصناعة الأمريكية.
ويعكس هذا التوسع في فرض الرسوم الجمركية رغبة الإدارة الأمريكية في تعزيز موقفها التفاوضي بشكل عام، وجعل الدول الأجنبية تعيد النظر في سياساتها التجارية تجاه الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية.
ردود فعل أوروبية متباينة تجاه السياسات الأمريكية
على صعيد ردود الأفعال، أعربت دول الاتحاد الأوروبي، التي تمثل أكبر كتلة تجارية واستثمارية مع الولايات المتحدة، عن استيائها من هذه الخطوة، مؤكدين على ضرورة عدم الاستسلام للسياسات التجارية الأحادية الجانب التي تفرضها واشنطن.
كما أكدت بروكسل على أهمية استمرار الحوار والتعاون التجاري البناء، مشيرة إلى أن فرض تعريفات جمركية مرتفعة سيؤثر سلبًا على حركة التجارة العالمية وعلى استقرار الأسواق.
إيرادات ضخمة للحكومة الأمريكية
من جانبها، كشفت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية أن سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض أدت إلى زيادة إيرادات الحكومة بنحو عشرات المليارات من الدولارات شهريًا، حيث تجاوزت هذه الإيرادات 100 مليار دولار خلال السنة المالية المنتهية في يونيو الماضي.
ويعكس هذا الرقم الضخم التأثير المباشر للسياسات الجمركية على الخزينة الأمريكية، إلا أن خبراء اقتصاديين يرون أن هذه الإيرادات قد تأتي على حساب ارتفاع تكاليف الاستيراد وأسعار السلع للمستهلكين داخل الولايات المتحدة، ما قد يفاقم التضخم ويؤثر على القوة الشرائية للأفراد.