كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن حاجة بلاده إلى تمويل سنوي يتجاوز 65 مليار دولار، في ظل استمرار الحرب ضد القوات الروسية للعام الثالث على التوالي، وسط تصاعد التكاليف العسكرية والضغوط الاقتصادية المتزايدة على الاقتصاد الأوكراني.

تصريحات الرئيس الأوكراني
وقال الرئيس زيلينسكي، في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام الأوكرانية ونقلتها وكالة “إنترفاكس أوكرانيا” يوم الجمعة، إن الدولة تواجه عجزًا ماليًا ضخمًا يصل إلى 40 مليار دولار، بينما يحتاج قطاع الصناعات الدفاعية، لا سيما إنتاج الطائرات المسيّرة (الدرون)، إلى تمويل سنوي يقدّر بنحو 25 مليار دولار.
اقرأ أيضًا
هل تغامر إسرائيل بهجرة “اليهود الحريديم” بسبب قانون التجنيد؟!
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن هذه الأرقام لا تشمل النفقات الأخرى المرتبطة بتكاليف الحرب، مثل الصواريخ، والذخائر الدقيقة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، التي باتت تلعب دورًا متزايد الأهمية في ساحة المعركة.
دعم خارجي حاسم لاستمرار المقاومة
وأكد زيلينسكي أنه ناقش هذا الوضع المالي المعقد مع عدد من كبار الزعماء والمسؤولين الدوليين، في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة لحشد المزيد من الدعم الخارجي. وذكر من بين هؤلاء:
رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته
ومسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأميركية.
وشدد زيلينسكي على أن استمرار دعم أوكرانيا لا يصب في مصلحة كييف وحدها، بل يخدم أيضًا أمن واستقرار القارة الأوروبية بأسرها، التي تواجه مخاطر أمنية متزايدة بسبب استمرار التهديد الروسي، وفق تعبيره.
رواتب الجنود الأوكرانيين
وفي إطار السعي لتخفيف الضغط المالي عن الدولة، دعا زيلينسكي الدول الداعمة إلى المساهمة بشكل مباشر في تمويل رواتب الجنود الأوكرانيين، الذين قال إنهم “يشكّلون خط الدفاع الأول عن القيم الأوروبية في وجه العدوان الروسي”.
وأوضح أن الجندي الأوكراني المنتشر على الجبهات يتقاضى راتبًا شهريًا يعادل 2800 دولار أميركي تقريبًا، وهو مبلغ يفوق متوسط الرواتب المدنية داخل البلاد، ويُعد ضروريًا للحفاظ على الروح المعنوية العالية لدى القوات.
وأشار إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية تواجه تحديات لوجستية وميدانية كبيرة، مما يستدعي تخصيص المزيد من الموارد لتأمين الدعم الطبي، والتسليح، والاتصالات، والتموين، إلى جانب الأجور.
ميزانية الدولة تعتمد بنسبة كبيرة على الدعم الأجنبي
ووفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة المالية الأوكرانية، فإن أكثر من نصف الموازنة الوطنية يتم تمويله حاليًا من مصادر خارجية. وبلغ إجمالي ما تلقته أوكرانيا من مساعدات مالية خلال هذا العام فقط حوالي 35 مليار دولار، من أصل قرابة 41 مليار دولار تم التعهد بها حتى الآن.
ويُتوقع أن ترتفع هذه الحاجة خلال العام المقبل، في ظل زيادة حجم الإنفاق العسكري، وتراجع العائدات المحلية نتيجة الحرب وتضرر البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني استعداده لعقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة منه لكسر الجمود السياسي ومحاولة التوصل إلى مخرج دبلوماسي للصراع المستمر. إلا أن الكرملين رفض الفكرة بشكل قاطع، وصرّح بأن الظروف غير مهيأة حاليًا لمثل هذا اللقاء.
ويُنظر إلى هذا الرفض الروسي على أنه مؤشر على استمرار التصعيد السياسي والميداني في المستقبل القريب، في ظل غياب مسارات تفاوض حقيقية أو وساطات فعالة.