أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المكالمة الهاتفية التي جمعته بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، كانت “الأفضل والأكثر إنتاجية” منذ بدء تواصلهما.

الرئيس الأوكراني يتحدث عن ملف الدفاع الجوي
وقال الرئيس الأوكراني في خطابه الليلي المصوَّر إن النقاش بينهما تطرق بشكل أساسي إلى ملف الدفاع الجوي، وهو ملف شديد الحساسية في ظل الضربات الجوية الروسية المكثفة التي تتعرض لها أوكرانيا.
اقرأ أيضًا
استعراض مسلح يربك بيروت والحكومة اللبنانية تتحرك
وقال الرئيس الأوكراني نصاً:”ربما تكون أفضل محادثة أجريناها خلال هذا الوقت كله، والأكثر إنتاجية.. ناقشنا قضايا الدفاع الجوي، وأنا ممتن للغاية للاستعداد الذي أبداه الرئيس ترامب لمساعدتنا. .منظومة باتريوت هي بالتحديد مفتاح الحماية من التهديدات الباليستية”.

ترامب يؤكد التزامه بمساعدة أوكرانيا
بحسب ما كشفه موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، نقلاً عن مسؤول أوكراني ومصدر مطّلع، فإن ترامب أبدى خلال المحادثة الهاتفية استعداده لتقديم دعم لأوكرانيا في مجال الدفاع الجوي، في وقت تواجه فيه كييف تحديات متزايدة جراء تراجع الدعم العسكري الغربي، ولا سيما من الولايات المتحدة.
وتمثل هذه التصريحات تغيراً ملحوظاً في خطاب ترامب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كان يُنظر إليه سابقاً على أنه أكثر تردداً في دعم استمرار المساعدات العسكرية المباشرة لكييف.
تعليق المساعدات الأمريكية يثير قلقاً في كييف
المكالمة جاءت بعد أيام فقط من قرار إدارة واشنطن تعليق إرسال شحنات أسلحة لأوكرانيا، وهو ما أثار حالة من القلق البالغ في الأوساط السياسية والعسكرية الأوكرانية.
وكان زيلينسكي قد أبدى علناً رغبته بالتحدث مع ترامب في أعقاب القرار، بهدف مناقشة مستقبل توريد الأسلحة، لاسيما مع تصاعد وتيرة الغارات الروسية واستخدام موسكو لصواريخ باليستية دقيقة.
القرار الأميركي أدى إلى استدعاء القائم بأعمال المبعوث الأميركي في كييف، حيث شددت السلطات الأوكرانية على ضرورة الاستمرار في الدعم العسكري الأميركي، محذّرة من أن تعليق هذه المساعدات قد يؤثر سلباً على قدرة الدفاع الجوي الأوكراني، وبالتالي تمكين القوات الروسية من تحقيق تقدم ميداني خطير.
نقص في صواريخ باتريوت وقذائف دقيقة التوجيه
ذكرت تقارير صحفية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اتخذت مؤخراً قرارات ساهمت جزئياً في تقليص إمدادات صواريخ “باتريوت” الدفاعية التي تعتبر ركيزة أساسية في التصدي للهجمات الجوية الروسية، خاصة تلك التي تستخدم صواريخ باليستية ذات سرعة عالية. ولم يقتصر النقص على منظومة باتريوت، بل شمل أيضاً تقليص توريد القذائف المدفعية الموجهة بدقة، وصواريخ تُطلق من مقاتلات “F-16” التي دخلت في الخدمة الجوية الأوكرانية بدعم غربي.
كييف تُكثف الضغط من أجل استئناف الدعم العسكري
في ظل هذه المعطيات، تسعى القيادة الأوكرانية إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية مكثفة لإعادة الدعم الأميركي العسكري إلى سابق عهده. وتأتي المحادثة الإيجابية مع ترامب بمثابة محاولة من زيلينسكي لإيجاد بدائل سياسية محتملة قد تؤمّن استمرار تدفق المساعدات، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية التي قد تغير موازين السياسة الخارجية في واشنطن تجاه كييف.
لا تزال أوكرانيا تواجه اختباراً صعباً في معركتها الدفاعية ضد روسيا، إذ تعتمد بشكل رئيسي على الدعم العسكري الغربي، وفي مقدمته الأميركي.
ومع تراجع هذا الدعم، تبرز أهمية أي تقارب سياسي جديد، كما هو الحال مع المحادثة الأخيرة بين زيلينسكي وترامب، والتي قد تفتح آفاقاً جديدة رغم غموض الموقف النهائي للإدارة الأميركية الحالية.