أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان التزام بلاده بنهج الحوار والدبلوماسية كوسيلة لحل النزاعات، مشددًا على تمسك إيران بالسلام الإقليمي والدولي ورفضها للتهديدات أو التصعيد من أي طرف.

تصريحات الرئيس الإيراني
وجاءت تصريحات بزشكيان خلال اتصال هاتفي رسمي أجراه اليوم الخميس مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بحسب ما نقلته قناة “العالم” الإيرانية الرسمية، في سياق مساعٍ لتقريب وجهات النظر بين طهران وبروكسل حول عدد من الملفات السياسية والنووية الحساسة.
اقرأ أيضًا
ترامب: لن نتخلى عن السودان وليبيا.. ونقود جهود السلام في إفريقيا
إيران تمدّ يدها لأوروبا
قال الرئيس الإيراني خلال الاتصال إن بلاده مستعدة لتوسيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وتسعى لحل القضايا العالقة من خلال “حوار بناء ومتوازن”، قائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأضاف أن العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي لا يجب أن تبقى رهينة الضغوط أو السياسات الأحادية من بعض الأطراف الدولية، مشيرًا إلى أن تعزيز التعاون الثنائي يتطلب إعادة بناء الثقة، وتفعيل قنوات التواصل السياسي والاقتصادي على أساس المصالح المشتركة.
موقف حازم من الملف النووي
وفي ما يخص الملف النووي، شدد بزشكيان على أن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون غير مشروط، بل يتطلب “تصحيح سلوك الوكالة وتبني نهج مهني ومتوازن”، في إشارة إلى ما تعتبره طهران “انحيازًا سياسيًا” في تعامل الوكالة مع برنامجها النووي.
وأوضح أن استمرار الوكالة في التغاضي عن الاعتداءات التي طالت المنشآت النووية الإيرانية، يضر بمصداقيتها الدولية، ويقوّض فرص التعاون الفعال، مضيفًا أن إيران قدمت على مدار السنوات الماضية العديد من التنازلات من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي دون الحصول على مقابل حقيقي.

تحذير من تكرار الاعتداءات
وجه الرئيس الإيراني تحذيرًا مباشرًا من مغبة تكرار الاعتداءات على أراضي بلاده أو منشآتها الحساسة، مؤكدًا أن “أي عدوان جديد سيُقابل برد أكثر حزمًا وإيلامًا”، في إشارة إلى الهجمات السابقة التي استهدفت مواقع نووية داخل إيران، والتي اتهمت طهران أطرافًا إقليمية ودولية بالوقوف وراءها.
وأكد بزشكيان أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تقويض أمنها القومي، وأنها مستعدة للدفاع عن مصالحها المشروعة بما تملكه من قدرات سياسية وعسكرية.
اختتم الرئيس الإيراني الاتصال بالتأكيد على أن السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب التزامًا جماعيًا من جميع الأطراف بالشرعية الدولية، والتوقف عن السياسات الاستفزازية، داعيًا إلى تعزيز أجواء الحوار والاحترام المتبادل بعيدًا عن الضغوط والإملاءات.
وأكد أن إيران لن تكون البادئة بالتصعيد، لكنها لن تتردد في الدفاع عن سيادتها واستقلالها إذا اقتضت الضرورة.