شنّ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هجومًا حادًا على نظيره الأميركي دونالد ترامب، على خلفية الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي فرضت على المنتجات البرازيلية، واعتبرها محاولة “لإملاء قواعد على دولة مستقلة”.

الرئيس البرازيلي يتهم ترامب بالاستبداد وخرق السيادة
وفي تصريحات نارية، وصف لولا الرسوم الجمركية بنسبة 50% التي أقرتها إدارة ترامب ضد صادرات بلاده، بأنها “اعتداء سياسي مقنّع”، يتجاوز البعد التجاري نحو استهداف السيادة الوطنية للبرازيل.
وقال الرئيس البرازيلي:“هذه الخطوة ليست مجرد قرار اقتصادي. إنها اعتداء على سيادتنا وتصرف استبدادي لا يليق بدولة تدّعي الدفاع عن الديمقراطية.”
اقرأ أيضًا
الرسوم الجمركية الأمريكية تدخل حيّز التنفيذ على واردات من 70 دولة
وأضاف:“أنا أحترم الجميع، وأطالب باحترام نفسي. لا مجال لأي تواصل مباشر مع ترامب في ظل هذه الظروف”.

اتهامات بالخيانة ضد بولسونارو وابنه
ووجّه لولا أصابع الاتهام إلى الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، وابنه النائب إدواردو بولسونارو، قائلاً إنهما “حرضا واشنطن” على فرض هذه الرسوم، ووصف ذلك بـ”الخيانة غير المسبوقة”. وطالب بمحاكمتهما بتهمة “الإضرار بمصالح الوطن”، مشيرًا إلى ضرورة فتح تحقيقات قضائية في هذا السياق.
استثناءات محدودة بعد مفاوضات شاقة
ورغم التصعيد الكلامي، تمكنت البرازيل عبر قنوات تفاوضية مغلقة من تقليص حدة الأضرار الاقتصادية، بعد التوصل إلى اتفاق استثنى نحو 700 منتج أساسي من قائمة الرسوم الجمركية، من بينها النفط والطائرات. ومع ذلك، أشار مراقبون إلى أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين لم تسجّل أي تقدم ملموس.
الدعم الأميركي لبولسونارو يفاقم التوتر
وأبدى لولا استياءه من استمرار ترامب في دعم بولسونارو، الذي يواجه حاليًا تحقيقًا واسعًا في البرازيل بشأن محاولة انقلابية مزعومة تعود لعام 2023. كما أثارت تصريحات ترامب جدلًا إضافيًا بعد اتهامه للقضاء البرازيلي بـ”الاضطهاد”، عقب قرار وزارة الخارجية الأميركية بفرض عقوبات على القاضي ألكسندر دي مورايس، بموجب قانون أميركي يعاقب منتهكي حقوق الإنسان.
وفي رد مباشر على الإجراءات الأميركية، أعلنت الرئاسة البرازيلية عن إعداد حزمة دعم اقتصادية واسعة للشركات المتضررة، تشمل تسهيلات ائتمانية وخفض ضرائب داخلية. كما رصدت أوساط سياسية واجتماعية ارتفاعًا في النزعة القومية داخل البرازيل، حيث اعتبر كثيرون ما حدث “هجومًا مباشرًا على كرامة الدولة وسيادتها”.

دعوة مشروطة للحوار
ورغم التصعيد، أبقى لولا الباب مواربًا أمام الحوار، لكن بشروط واضحة، حيث قال:“هذا ليس خلافًا اقتصاديًا بسيطًا، بل محاولة لإملاء قواعد على دولة مستقلة. عندما يريدون الحوار، فأنا مستعد. لكنني لن أتصرف كترامب، ولا أريد صراعًا مع الولايات المتحدة.