قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات خاصة لشبكة سكاي نيوز عربية، إن بلاده تدعم حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، مشيرًا إلى استعداد موسكو لتقديم الدعم الفني والسياسي اللازم في هذا الإطار، في ظل التصاعد الإقليمي المرتبط بالملف النووي الإيراني.

الرئيس الروسي يؤكد دعم الطاقة النووية السلمية في إيران
قال بوتين: “نعتقد أن لإيران الحق الكامل في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وروسيا مستعدة لتقديم كل ما يلزم في هذا السياق”.
وأشار إلى أن هناك “تفاصيل فنية وتفاوضية ما زال من الممكن أو يجب التوصل إلى تفاهمات بشأنها”، في إشارة إلى استمرار المشاورات الدولية حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني وسبل ضمان سلميته.
اقرأ أيضًا
موسكو: نمتلك القدرة على لعب دور الوسيط في النزاع الإيراني الإسرائيلي
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الملف النووي الإيراني حالة من الجمود والتوتر، وسط اتهامات غربية لطهران بعدم الشفافية، يقابلها نفي إيراني متكرر، ودعم روسي وصيني لحق إيران في تطوير برنامجها ضمن الأطر القانونية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
دعوة إلى المرونة والتهدئة في نزاع طهران – تل أبيب
وفيما يخص التوتر الإقليمي المتصاعد بين إيران وإسرائيل، دعا الرئيس الروسي الطرفين إلى إظهار المرونة السياسية والعمل على إيجاد حلول دبلوماسية قابلة للتطبيق.
وقال بوتين: “يجب على كل من إيران وإسرائيل أن تُظهرا مرونة حقيقية في المفاوضات… لا تزال هناك سبل وطرق متاحة للوصول إلى تسوية عادلة ومستقرة”.
وأكد بوتين أن موقف بلاده يتمثل في تشجيع الحوار وتخفيف حدة التوترات، بما يضمن أمن واستقرار المنطقة، ويمنع الانزلاق نحو صدام شامل.
الوكالة الذرية لم ترصد مؤشرات لامتلاك إيران أسلحة نووية
وفي رد على المخاوف المتكررة بشأن نوايا طهران النووية، شدد بوتين على أن إيران أعلنت مرارًا عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الجهة الدولية المختصة، “لم تعثر على أي دليل يثبت أن إيران تمتلك أو تعمل على تطوير سلاح نووي”.
واعتبر الرئيس الروسي أن تلك التصريحات والتقارير تُثبت أن البرنامج الإيراني لا يخرج عن الإطار السلمي، داعيًا إلى قراءة هذه المعطيات “بواقعية وبعيدًا عن التهويل السياسي”.
جدد الرئيس الروسي موقف بلاده المبدئي الرافض تمامًا لانتشار أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة النووية، في أي مكان في العالم، مؤكدًا أن روسيا تدعم جهود الحظر والتقييد، خاصة في مناطق النزاع الساخنة.
كما أشار إلى أن إيران نفسها أصدرت مرسومًا داخليًا يُحرّم استخدام السلاح النووي، واصفًا هذا القرار بأنه “موقف بالغ الأهمية ويجب أن يُؤخذ بجدية في أي تقييم دولي للسياسات الإيرانية”.
كشف بوتين عن أن موسكو أوضحت بشكل متكرر للقيادة الإسرائيلية أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، مشددًا على ضرورة اعتماد الحوار كوسيلة رئيسية لتبديد المخاوف الأمنية المتبادلة، وضمان الاستقرار الإقليمي بعيدًا عن منطق المواجهة العسكرية.
وختم بوتين تصريحاته بتأكيده على أن روسيا ستواصل لعب دور الوسيط والداعم للحلول الدبلوماسية، خاصة في ما يتعلق بالقضايا النووية والملفات الحساسة في الشرق الأوسط.