أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن بلاده تنظر بإيجابية إلى نتائج المفاوضات الجارية مع أوكرانيا، خصوصًا في ما يتعلق بملف تبادل الأسرى، داعيًا إلى تفعيل عمل مجموعات العمل المشتركة المعنية بالتسوية السياسية، والتي لم تبدأ بعد مهامها رسميًا.

تمسّك بالشروط الروسية وحوار “دون جدول زمني”
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين، شدد بوتين على أن روسيا لا تزال متمسكة بالشروط التي أعلنتها صيف عام 2024، كقاعدة لأي حل للأزمة، مؤكّدًا أن الحوار الجاد هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقال بوتين: “إذا كانت كييف ترى أن الوقت لم يحن بعد للتفاوض مع موسكو، فإننا مستعدون للانتظار.”
السلام ضمن إطار أوروبي شامل
وأوضح الرئيس الروسي أن ملف التسوية الأوكرانية يجب أن يُناقش في إطار أمن أوروبا الشامل، لافتًا إلى أن النظام السياسي في بلاده يستند إلى الدستور وسيادة القانون، في حين اعتبر أن الوضع السياسي في أوكرانيا “لا ينطبق عليه ذلك الوصف”، على حد قوله.
إجراءات إنسانية متواصلة
وفي الجانب الإنساني، أشار بوتين إلى أن روسيا أعادت آلاف الجثامين لجنود أوكرانيين إلى بلادهم، كما سلّمت كييف عشرات الجثث لجنود قُتلوا في المعارك، في إشارة إلى استمرار آلية التنسيق الإنساني رغم القتال.
اقرأ أيضًا
السيسي يبحث مع رئيس وزراء هولندا تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات غزة
لا سقف زمني للسلام
وفي ختام تصريحاته، أكد بوتين على ضرورة بحث خطوات واقعية نحو إرساء سلام دائم، مضيفًا أن بلاده لا تقيّد هذا المسار بجداول زمنية محددة، في ظل ما وصفه بـ”تعقيدات الوضع الجيوسياسي”.
خلفية النزاع: الحرب مستمرة منذ 2022
وتستمر الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير عام 2022، وتُعد أعنف نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتشير التقديرات الأمريكية إلى أن إجمالي عدد القتلى والمصابين من الجانبين يتجاوز 1.2 مليون شخص.
وتقول موسكو إن عملياتها العسكرية جاءت دفاعًا عن أمنها القومي في مواجهة توسّع حلف الناتو، بينما تتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بالسعي إلى الاستيلاء على أراضٍ أوكرانية بالقوة.
وتُظهر أحدث التقارير أن القوات الروسية تسيطر حاليًا على نحو خمس مساحة أوكرانيا، وتتقدم ببطء على جبهات متعددة، رغم الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها، وفقًا لتقديرات استخباراتية غربية.