أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري في العاصمة الدوحة، أن مصر تمتلك من المقومات الاقتصادية والسياحية ما يجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تعمل بشكل متواصل على توفير بيئة استثمارية محفزة، من خلال تحديث البنية التحتية وتيسير الإجراءات الإدارية والمالية للمستثمرين.

الرئيس السيسي يؤكد أهمية السياحة في نمو الاقتصاد
وفيما يتعلق بقطاع السياحة، قال الرئيس السيسي إن مصر تمتلك كنزًا سياحيًا لا يُضاهى، سواء من حيث المقومات الطبيعية أو التاريخية والثقافية، ما يؤهل هذا القطاع ليكون أحد أبرز دعائم الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن الحكومة تستهدف مضاعفة عدد السائحين القادمين إلى البلاد، من 16 مليون سائح حاليًا إلى 30 مليون سائح سنويًا، في إطار رؤية استراتيجية طموحة يجري تنفيذها عبر مشروعات عملاقة لتطوير البنية التحتية السياحية، وتوسيع طاقة المطارات، وتحسين جودة الخدمات.
الاقتصاد المصري يتعافى
وخلال كلمته أمام الحضور، أشار الرئيس السيسي إلى أن الاقتصاد المصري قد واجه تحديات كبيرة خلال السنوات الماضية نتيجة الظروف الإقليمية والعالمية، إلا أن الدولة تمكنت من تجاوز الكثير من العقبات عبر تبني برنامج إصلاح اقتصادي شامل، تضمن إعادة هيكلة الدعم، وتحرير سعر الصرف، وتنفيذ مشروعات قومية ضخمة عززت من قدرات الدولة الإنتاجية والخدمية.
اقرأ أيضًا
الرئيس المصري يبدأ جولة خليجية تشمل قطر والكويت لتعزيز التعاون الثنائي
وأوضح أن هذه الإصلاحات ساهمت في استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي وتحسين بيئة الاستثمار، رغم التحديات العالمية الناتجة عن الأزمات الاقتصادية والصراعات الجيوسياسية.
تسهيلات كبيرة أمام المستثمرين
كما طمأن الرئيس المصري رجال الأعمال القطريين بشأن المناخ الاستثماري في مصر، مؤكداً أنه لم تعد هناك أية قيود أو مشكلات تتعلق بتحويل الأرباح أو العوائد الاستثمارية إلى الخارج، وأن الدولة المصرية تلتزم بشكل كامل بضمان حقوق المستثمرين، وتحرص على تقديم كل التسهيلات الممكنة لتعزيز ثقتهم واستقطاب رؤوس الأموال.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل على تقليل عدد الإجراءات المتعلقة بإصدار التراخيص، مع تفعيل منظومة الشباك الواحد، والتوسع في منح “الرخصة الذهبية” التي تُمنح للمشروعات الاستراتيجية، بهدف تسريع دورة الاستثمار ودفع عجلة التنمية.
فرص استثمارية واعدة
استعرض الرئيس السيسي الفرص الاستثمارية المتنوعة المتاحة في السوق المصري، والتي تشمل قطاعات واعدة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعات التحويلية، والسياحة، بالإضافة إلى قطاعات استراتيجية أخرى، مثل الزراعة، والنقل، والتصنيع الدوائي، والبنية التحتية.
ولفت إلى أن مصر تركز حاليًا على توطين الصناعة، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، باعتبارها أدوات ضرورية لتعزيز الإنتاجية ومواكبة المتغيرات العالمية.
شراكة مصرية قطرية مرتقبة
وأبدى الرئيس المصري انفتاح بلاده الكامل على أشكال الشراكة المتنوعة مع مجتمع الأعمال القطري، سواء عبر شراكات مباشرة أو استثمارات مشتركة، مؤكدًا استعداد الجهات المصرية لتوفير كل سبل الدعم والتعاون للمستثمرين الراغبين في الدخول إلى السوق المصري.
وشهد اللقاء حوارًا تفاعليًا مفتوحًا بين الرئيس السيسي ورجال الأعمال القطريين، تناول سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتبادل الخبرات، وزيادة حجم الاستثمارات القطرية في مصر، في ظل العلاقات القوية والمتنامية بين البلدين على المستويين السياسي والاقتصادي.