في كلمة شاملة ألقاها الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، رسم ملامح موقف بلاده من القضايا الإقليمية والدولية، مؤكداً التزام العراق بالسلام، والانفتاح، وحماية الديمقراطية، ومواجهة الإرهاب.

فلسطين والعدالة الدولية
أكد الرئيس العراقي أن ما يجري في غزة يمثل “دليلاً صارخًا على الانتقائية في تطبيق حقوق الإنسان والعدالة”، مشددًا على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي المدخل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
كما رحب بالاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية، مدينًا الاعتداءات الإسرائيلية على دول المنطقة، وآخرها استهداف قطر، ومعلنًا رفض استخدام أجواء العراق لانتهاك سيادته أو تهديد أمن مواطنيه.
العراق يستعيد عافيته الدولية
أوضح رشيد أن العراق “استعاد وضعه الطبيعي في المجتمع الدولي وعلاقاته مع جيرانه”، متبنيًا سياسة التوازن والانفتاح وتشجيع الحوار لحل النزاعات.
وأعرب عن شكر بلاده للأمم المتحدة، معتبرًا أنها كانت خير عون للعراقيين في الاستحقاقات الديمقراطية، وخاصة الانتخابات التي يستعد العراق لإجرائها قريبًا لضمان التداول السلمي للسلطة، مؤكدًا التعاون مع السلطة القضائية لضمان نزاهتها وشفافيتها.

مكافحة الإرهاب وحماية التنوع
شدّد الرئيس العراقي على أن بلاده، وبدعم من الأصدقاء، تمكنت من الانتصار على أخطر تهديد إرهابي شهده العالم، داعيًا المجتمع الدولي إلى مواجهة الإرهاب بوصفه “حالة واحدة لا ينبغي التمييز بين وجوهها”، مع ضرورة ملاحقة ممولي الإرهاب وداعميه بالمال والسلاح.
وأشار إلى مواصلة العمل لإعادة النازحين وتفكيك المخيمات وإرجاع العوائل إلى مناطقها، مؤكداً التزام العراق بالعدالة وحماية التنوع المجتمعي الذي يميز نسيجه الداخلي.
اقرأ أيضًا
اليابان ترفض الانضمام لقائمة الدول المعترفة بفلسطين وتؤكد: حل الدولتين السبيل الوحيد للسلام
تنمية مستدامة وتقليل الاعتماد على النفط
استعرض رشيد خطط بلاده الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الحكومة تسعى إلى تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة وتقليص الاعتماد على النفط كمورد رئيسي، عبر فتح مجالات واسعة للاستثمار في المياه والكهرباء والبنى التحتية.
ولفت إلى أن العراق من أكثر الدول تضررًا بالتغير المناخي، وأن تراجع الموارد المائية يمثل تحدياً كبيراً، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعمه في هذا الملف. وأكد أن بغداد دخلت في مباحثات مع إيران وتركيا بشأن تقاسم مياه دجلة والفرات لضمان الحقوق المائية.
سياسة التوازن وحسن الجوار
جدّد الرئيس العراقي تأكيده على سياسة بلاده القائمة على التوازن والانفتاح وترسيخ السلام الإقليمي، معلنًا دعمه لعملية السلام في تركيا، ومبادرة تخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح.
كما شدد على تمسك العراق بمبدأ احترام حسن الجوار، وبالأخص مع دولة الكويت، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
خلاصة الكلمة
من منبر الأمم المتحدة، وضع الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد خطوطاً واضحة لرؤية بغداد:
-
دعم فلسطين كقضية مركزية للأمن والسلام.
-
الالتزام بالديمقراطية وإجراء انتخابات شفافة.
-
محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه.
-
مواجهة التغيرات المناخية بالتعاون الدولي.
-
انتهاج سياسة التوازن والحوار مع الجوار.
بهذه الرسائل، سعى رشيد إلى التأكيد على أن العراق اليوم أصبح أكثر حضورًا في محيطه الإقليمي والدولي، وأكثر إصرارًا على بناء دولة قوية قادرة على حماية تنوعها واستعادة دورها.ِ