قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون قد “خدع” نظيره الأمريكي دونالد ترامب مجدداً، إذا لم يلتزم بعقد لقاء مباشر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحلول يوم الاثنين المقبل.

تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك

جاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي عقده، الجمعة، مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، حيث أوضح أن الموعد النهائي الذي حدده ترامب لإجراء اللقاء بات اختباراً حقيقياً لجدية موسكو في السعي نحو حل النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وأضاف ماكرون: “إذا لم يحدث ذلك بحلول يوم الاثنين، فهذا يعني أن الرئيس بوتين سيكون قد خدع الرئيس ترامب مرة أخرى”، مشيراً إلى أن ماكرون يشكك منذ فترة في استعداد موسكو لإحلال السلام.

اقرأ أيضًا

الدفاع الروسية: تدمير 86 مسيرة أوكرانية في أكبر هجوم جوي خلال ليلة واحدة

تهديدات ترامب بـ”عواقب”

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حذر من “عواقب” محتملة إذا لم يلتقِ الرئيسان الروسي والأوكراني، مؤكداً أنه منح بوتين أسبوعاً أو أسبوعين للتوصل إلى اتفاق بشأن عقد الاجتماع.
وفي السياق ذاته، ذكّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، بتصريحات ترامب قائلاً: “سيكون قد مر أسبوعان يوم الاثنين.. وسنُذكّر الجميع بذلك”.

ماكرون يشكك في نوايا بوتين

الجدل القائم حول اللقاء المرتقب يعيد للأذهان تصريحات سابقة لماكرون، في 19 أغسطس الجاري، حيث أبدى شكوكه في جدية بوتين لحل النزاع مع أوكرانيا، وذلك عقب مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الروسي بنظيره الأمريكي خلال استضافة ترامب لزعماء أوروبيين في البيت الأبيض رفقة زيلينسكي.
وقال ماكرون في مقابلة مع برنامج Meet the Press على شبكة NBC: “عندما أنظر إلى الوضع والوقائع، لا أرى الرئيس بوتين مستعداً بجدية لإحلال السلام الآن… لكن ربما أكون متشائماً أكثر مما يجب”.

دعوة للضغط والعقوبات

وشدد ماكرون على أن الولايات المتحدة يجب أن تمارس ضغوطاً إضافية على موسكو، بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات، من أجل دفع بوتين للانخراط في حل سياسي للأزمة. وأكد أن التفاؤل الذي يبديه ترامب يجب التعامل معه بجدية، مضيفاً: “إذا كان يعتقد أنه قادر على التوصل إلى اتفاق، فهذا خبر عظيم، وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق اتفاق جيد”.

أزمة تصريحات بين باريس وموسكو

من ناحية أخرى، دخلت باريس وموسكو في سجال جديد بعد تصريحات ماكرون الأخيرة، إذ اعتبرت الخارجية الروسية أن الرئيس الفرنسي “تجاوز حدود اللياقة” حين وصف نظيره الروسي بأنه “غول على أبوابنا”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن ماكرون يواصل إطلاق تصريحات غريبة تحمل “مستوى متدنٍ من الإهانات”، مضيفة: “هذا لا يليق برئيس دولة”.

ماكرون يدافع عن وصفه لروسيا بـ”الغول”

في المقابل، رد ماكرون قائلاً إنه لم يكن مبتذلاً في تصريحاته، بل عبر فقط عن مشاعر مشتركة لدى شعوب كثيرة عانت من الغزو الروسي في العقود الماضية.
وقال الرئيس الفرنسي: “عندما نقول إن هناك غولاً على أبواب أوروبا، وهو تعبير يستخدمه كثيرون، أعتقد أنه يعبر عما يشعر به الجورجيون والأوكرانيون وغير ذلك من الدول”.