دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن الموقف الأوروبي يجب أن يكون أكثر وضوحًا واستقلالًا عن القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين.

الرئيس الفرنسي يدعو لوقف إطلاق النار بلا شروط
قال الرئيس الفرنسي، الذي بدأ اليوم الثلاثاء زيارة دولة إلى المملكة المتحدة تستمر ثلاثة أيام، إن المطالبة الأوروبية بوقف إطلاق نار كامل في غزة يجب أن تكون مباشرة وغير مشروطة، دون خضوع لمساومات سياسية أو ضغوط دولية.
اقرأ أيضًا
من واشنطن.. نتنياهو يعلن استمرار العمليات العسكرية في غزة
وأضاف في خطابه الذي ألقاه باللغة الإنجليزية:
“الدعوة إلى وقف إطلاق نار غير مشروط في غزة، هي ببساطة رسالة إلى العالم بأننا، كأوروبيين، لا نكيل بمكيالين”.
أوروبا بحاجة إلى موقف مستقل عن واشنطن وبكين
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن باريس ولندن تتحملان مسؤولية تاريخية وأخلاقية في تشكيل نهج سياسي أوروبي مستقل، بعيدًا عن ما وصفه بـ”عباءة الولايات المتحدة والصين”، داعيًا إلى إعادة صياغة الدور الأوروبي في قضايا الشرق الأوسط، وعدم الاكتفاء بدور الوسيط أو التابع.
حل الدولتين هو الطريق إلى السلام
في سياق متصل، شدد ماكرون على أن حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين يمثلان الخيار الواقعي الوحيد لإنهاء الصراع بشكل دائم، ولبناء سلام عادل وشامل في المنطقة.
وقال:”إن حربًا بلا نهاية في غزة لا تهدد الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، بل تمثل خطرًا على استقرار الشرق الأوسط برمّته، وربما على الأمن العالمي أيضًا”.
تأتي تصريحات ماكرون في مستهل زيارته الرسمية إلى بريطانيا، والتي تشمل لقاءات مع الملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء البريطاني. وتُعد الزيارة مناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية، لكنها تحوّلت أيضًا إلى منصة لتمرير رسائل دبلوماسية قوية بشأن القضايا الدولية الكبرى، خاصة الملف الفلسطيني والصراع في غزة.
تخوض إسرائيل حربًا مستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم مفاجئ شنّته حركة “حماس” على جنوب إسرائيل. وقد أسفرت العمليات العسكرية عن عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين وموجة نزوح كبرى، مما أدى إلى تصاعد الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية وتقديم حلول سياسية عاجلة.
وكانت باريس من أوائل العواصم الأوروبية التي أبدت قلقها من تصاعد العنف، فيما تحاول لندن تبنّي موقف متوازن، بينما تواجه ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج.