أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الثلاثاء، أن إنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة يمثل أولوية قصوى من أجل إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على ضرورة استئناف تدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى سكان القطاع المحاصر.

الرئيس الفرنسي يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة
وفي تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي للصحفيين خلال زيارة رسمية إلى العاصمة النرويجية أوسلو، قال : “بعيدًا عما يحدث في إيران، أؤكد هنا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة واستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، هذا أمر عاجل وأولوية مطلقة بالنسبة لنا ولكل من يسعى إلى استقرار دائم في المنطقة”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب استمرار هجماتها على المدنيين في قطاع غزة، التي دخلت شهرها التاسع دون مؤشرات واضحة على قرب انتهائها.
آن الأوان لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة
من جهته، شدد المستشار الألماني فريدريش ميرز على أن “الوقت قد حان” لإنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة، داعيًا إلى التعامل الإنساني مع المدنيين، وخاصة الفئات الأكثر تضررًا من النزاع.
وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ)، دعا ميرز إلى ضرورة وضع حد للعنف المتصاعد ضد سكان القطاع، وقال: “الآن، اليوم، حان الوقت لتحقيق وقف إطلاق نار في غزة، علينا أن نتصرف بما يليق بالقيم الإنسانية، ونوجه اهتمامنا إلى النساء، الأطفال، والمسنين الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا النزاع”.
وتعكس تصريحات ميرز تحولًا ملحوظًا في الخطاب السياسي الألماني تجاه الصراع في غزة، في ظل تزايد التقارير الأممية والحقوقية التي تتحدث عن جرائم محتملة ضد الإنسانية تُرتكب بحق الفلسطينيين.
كارثة إنسانية غير مسبوقة
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، وسط اتهامات متصاعدة بارتكاب “حرب إبادة جماعية” ضد سكان القطاع المحاصر، وتشير آخر الإحصائيات إلى استشهاد وإصابة أكثر من 188 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
كما تفيد تقارير محلية ودولية بوجود أكثر من 11 ألف مفقود، يُعتقد أن جزءًا كبيرًا منهم تحت أنقاض المباني المدمرة، إلى جانب نزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى مناطق أقل تضررًا داخل القطاع، وسط أوضاع إنسانية كارثية وانهيار شبه تام للبنية التحتية الصحية والخدمية.
اقرأ أيضًا
إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أدينوا بالتجسس لصالح الموساد
مواقف دولية تتعزز.. فهل تتغير المعادلة؟
تأتي هذه التصريحات الأوروبية بالتوازي مع تحركات دبلوماسية متزايدة على الصعيد الدولي، تهدف إلى التوصل لوقف إطلاق نار شامل، وإنهاء الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، ومع تزايد الدعوات الصادرة من عواصم غربية كبرى، يترقب المراقبون ما إذا كانت هذه المواقف ستترجم إلى ضغوط فعلية على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عملياته العسكرية، أو خطوات ملموسة داخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.