شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على أهمية بقاء قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان، إلى حين التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإعادة الأسرى، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية المعترف بها.

لقاء الرئيس اللبناني مع وفد أميركي
تصريحات الرئيس اللبناني جاءت خلال استقباله عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود، حيث أكد أن لبنان ما زال ينتظر الرد الإسرائيلي على ورقة المقترحات التي يعمل عليها المبعوث الأميركي توماس برّاك، بالتنسيق مع الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس.
اقرأ أيضًا
تراجع فرص قمة سلام بين روسيا وأوكرانيا وسط غموض الموقف الأميركي
وأوضح عون أن بيروت لم تتبلغ رسميًا أي تفاصيل حول ما تردد في الإعلام بشأن إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب، مؤكدًا أن أي خطوة من هذا النوع تمسّ السيادة اللبنانية وترفضها الدولة بشكل قاطع.
موقف متجدد تجاه “اليونيفيل”
ومع اقتراب موعد انتهاء ولاية القوات الدولية أواخر الشهر الجاري، شدد الرئيس اللبناني على أن بلاده متمسكة ببقاء “اليونيفيل” في الجنوب طوال الفترة اللازمة لتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده.
وكان عون قد أكد هذا الموقف أيضًا خلال لقائه قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب، اللواء ديو داتو أبانيارا، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين الجيش اللبناني و”اليونيفيل” وأهالي القرى الجنوبية لتعزيز الاستقرار.
نقاشات داخل مجلس الأمن
يتزامن الموقف اللبناني مع مناقشات جارية في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار قدمته فرنسا يقضي بتمديد ولاية “اليونيفيل” لمدة عام إضافي، على أن يتم بعد ذلك تقييم إمكانية انسحابها التدريجي.
ومن المقرر أن يُعرض المشروع للتصويت في 25 أغسطس الجاري، أي قبل أيام قليلة من انتهاء ولاية القوة الدولية في نهاية الشهر.
رفض إسرائيلي ـ أميركي
في المقابل، أبدت كل من إسرائيل والولايات المتحدة تحفظات على تمديد ولاية “اليونيفيل”، حيث ترى تل أبيب أن وجود هذه القوات لم يحدّ من نشاط “حزب الله” في المنطقة الحدودية، فيما تعتبر واشنطن أن استمرارها يتطلب مراجعة شاملة لولايتها وآليات عملها.

الجنوب بين التمديد والانسحاب
وبين الضغوط الدولية والمواقف المتباينة، يبقى مصير “اليونيفيل” معلقًا بقرار مجلس الأمن، في حين يصر لبنان الرسمي على أن وجودها يمثل ضمانة أساسية للاستقرار في الجنوب، خاصة مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي اللبنانية، وغياب أي أفق لحل نهائي للنزاع الحدودي.